اتهامات وتصفية حسابات ونشر غسيل في السلة الجلائية!!
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
لا يكاد يظهر لاعب موهوب على محيا أدائه “لحسة لبن” – كما يقال – حتى تحوطه الهالات الحارقة ويصبح أشبه بصنارة للاصطياد بالماء العكر أو مربط للصراع بين أطراف متخاصمة تحاول أن “تخلص حقها” من بعضها بوضع مثل تلك المواهب مرمى الخصام.
ومثالنا في ذلك نجم سلة الجلاء الصاعد، الياس عازارية، الذي أثارت أخبار مسربة من أروقة نادي الجلاء، مع بعض “بهارات” التأجيج، أزمة واسعة في محيط النادي وصل صداها إلى المغترب.
وتحدثت التسريبات المزعومة عن اتهام رئيس النادي، د. أنطوان عته، للعازرية بالتخاذل، وادعاء الإصابة لتبرير غيابه عن مباراة فريق الرجال المهمة أمام الكرامة في الدوري المحلي لكرة السلة.
هذا الاتهام – المنسوب لرئيس النادي – أثار جدلاً كبيراً، وسبب فتنة واسعة الطيف على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ألبت جمهور النادي على الإدارة، حيث وصف الاتهام الصارخ بالتشهير العلني الباطل الذي يسيء لـ “جوهرة النادي”، وأفضل لاعبيه الصاعدين، والذي كان قد قاد فريق الشباب للفوز بلقب بطولة الدوري للموسم الحالي، وتمكن في المباراة النهائية من تسجيل 55 نقطة، ما دعا مدرب منتخبا الوطني الأول، ساليرنو، للإشادة به.
بدوره، أكد معالج الفريق، كريم أشجي، أن العازارية لا يدعي الإصابة، ولديه حمل زائد على وتر العضلة رباعية الرؤوس الفخذية، وهذا طبيعي نتيجة الجهد، وكان في فترة راحة وسيعود للتدريب خلال اليومين المقبلين، ليكون رده بمثابة الانسياق مع موجة الاتهام التي نفاها عن اللاعب لتبقى معلقة برقبة رئيس النادي كمتجن ومتهم للعازارية بالتخاذل.
وتعليقاً على الموضوع، طالب المدرب الوطني السابق، وابن نادي الجلاء، عصام الحكيم، بالتهدئة، وترك مثل هذه الأمور لمجلس الإدارة للتعامل معها وحلها، والترفع عما وصفه بـ “نشر غسيل النادي على حبال الإعلام، ما يزيد الوضع سوءاً”، وتوجه الحكيم للعقلاء ومحبي النادي الغيورين بالتدخل لحل هذه الأمور التي تؤدي لخراب النادي، مع ضرورة احترام الجميع، لاعبين ومدربين وإداريين، لقميص النادي، والابتعاد عن شخصنة الأمور أو التبعية لأشخاص دون الكيان، الذي يبقى ويرحل من دونه الجميع.
وشدد المدرب الوطني الأسبق، رورو خياط، على ضرورة التحقق – دون تسرع أو تجن على أحد – من الموضوع قبل نشره علناً، ليتم مناقشته بصورة موضوعية حكيمة ودون تشنج وفضائح، داخل جدران النادي، وبالتواصل مع ذوي اللاعب والإدارة دون غيرهم، مطالباً بعدم تصفية البعض لحساباته على حساب اللاعبين، وتركهم وشأنهم بعيداً عن الفتن والمشاكل، وعدم تصيد أخطاء الإدارة لأن من يعمل يخطئ!!
أما رد رئيس نادي الجلاء، د. انطوان عته، حول اتهامه للنجم الياس عازارية بالتخاذل وادعاء الإصابة تهرباً من مشاركة فريق الرجال في آخر مباراة في الدوري، فكان بالنفي القاطع، مضيفاً بأن الكلام المنسوب إليه مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو أكثر حكمة ووعياً، كرجل ناضج يقود نادياً كبيراً وعريقاً، من التفوه بمثله إزاء النجم عازارية، الذي تدعمه الإدارة بكل قوة، وتعتبره استثماراً عظيماً من الناحية الفنية لحاضر ومستقبل سلة النادي والسلة السورية بصفة عامة.
وأكد د. عته أن من بث الإشاعة شخص مغرض هدفه إشعال الفتنة وتفشيل الإدارة وتدمير وخراب النادي لحقد دفين تجاه الإدارة الجلائية وأشخاصها، وله خلفيات معينة ضمن أجندة منصته الفيسبوكية.
وبين رئيس نادي الجلاء أن إدارة النادي اجتمعت بالأمس لغاية أخرى غير مناقشة الاتهام المفبرك، وهي الاطلاع على التقارير الطبية الخاصة بلاعبي ولاعبات النادي، خاصة وأن النادي يقوده طبيب (د. عته نفسه) ومعه لجنة من أهم أطباء حلب (د. محمد معن الزعيم، د. محمد عماد عطبة، د. ظلمار)؛ وهذه اللجنة تهدف بقراراتها للحفاظ على صحة اللاعبين وجاهزيتهم، بما ينعكس على مصلحة النادي بالنتيجة.
ونفى د. عته أن يكون اللاعب عازارية قدم تقريراً طبياً بخصوص إصابته، إنما أدلى بتصريح شفوي حولها، ليرسله في اليوم التالي إلى فحص “تصوير” لركبته تم عرضه على الطبيب معن الزعيم، والأمر انتهى، والمدرب اتخذ قراره بعد الاطلاع على تقارير الأطباء بأن الياس غير قادر على التواجد في صفوف الفريق والمشاركة في المباراة التي غاب عنها.
أما اللاعب عازارية فقد التزم الصمت، وفضل عدم الدخول في مثل هذه المتاهات، والتركيز على جهود الاستشفاء ليعود بسرعة للانضمام إلى زملائه بالفريق، والمساهمة بتحقيق نتائج مشرفة لسلة الجلاء في البطولات المحلية.
ومن جانبنا، وحيث تأكدنا بأن اللاعب مصاب فعلاً بسبب الإرهاق جراء ضغط مباريات الدور النهائي لدوري سلة الشباب بلعب ست مباريات في ستة أيام، فإننا نسأل اتحاد اللعبة المؤقت عن الجدوى الفنية من هكذا برنامج ضاغط للأعصاب مرهق للأجساد، والنتيجة إصابة واحد من أهم المواهب السلة السورية الصاعدة، وإحدى ركائز مستقبلها!!
أما بالنسبة للاتهامات الجلائية، فنجدها غير لائقة بهذا النادي الراقي، وصدق من قال أن “من غير المعقول تصفية الحسابات الشخصية على حساب النادي واللاعبين”!!