“ماسالا كوراتيت” الروسية في دار الأوبرا
أحيت فرقة الجاز الروسية ماسالا كوراتيت أمسية موسيقية على مسرح الدراما في دار الأوبرا بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في دمشق.
قدّمت الفرقة الرباعية المؤلفة من آنا بيومي عازفة بيانو، دميتري تارانوف عازف كونترباص، دانيال موروزوف عازف الدرامز، بقيادة عازف الساكسفون الكسي سوخوف مجموعة من المقطوعات التي ألّفتها الفرقة من نمط الجاز المعاصر برؤيتها المتأثرة بأنماط موسيقية متعدّدة لموسيقا الفانك والفيوجن والهيب هوب تخللتها الموسيقا الإلكترونية، كما قدّمت مقطوعات من الجاز العالمي.
اعتمد العازفون على الارتجالات وإظهار قدرة كل عازف بارتجالات خاصة في مقطوعات محدّدة، وقد تناغم اللحن الموسيقي الهادئ من موسيقا الجاز مع الصخب الموسيقي في مواضع، وووظفت في الارتجالات التي قدّمها عازف الكونترباص ديمتري تارانوف تقنيات العزف بالأصابع وبالقوس مصدراً صوتها الرخيم، كما استخدمها في مواضع كآلة إيقاع بالضرب على حوافها، وشكل عزفه بالأصابع على أوتارها امتدادات لحنية بمقاربتها من العود، في حين أخذ عازف الساكسفون سوخوف اللحن الأساسي في أغلب المقطوعات مستخدماً الأبعاد الصوتية للآلة مع تنويعات المقدّمة والقفلة وانتقالات موسيقية عبْر ثلاث عشرة مقطوعة.
وبدت جمالية الأمسية بمحاكاة الألحان لأصوات الطبيعة في بعض المقطوعات التي تميّزت بالصراع الدرامي وتعدّد أصواتها الحوارية المخيفة أحياناً، والتي أثارت مخيلة كل شخص لتخيّل المشهد بإيحاءات مشابهة للموسيقا التصويرية، ولاسيما في مقطوعة Japanese dance”” وبقي البيانو ضمن المسار الهادئ بتناغم مع توليفة الفرقة.
ولا تقتصر مشاركة الفرقة على هذه الأمسية، إذ ستتعاون مع فرقة الجاز السورية وتقدمان أمسية مشتركة في المركز الثقافي الروسي، كما ذكر مدير المركز نيكولاي سوخوف.
موسيقا محفزة للعقل
على هامش الأمسية أوضح المايسترو أندريه معلولي في حديثه لـ”البعث” أن دور الأوبرا في كل أنحاء العالم تستضيف عدة أنماط موسيقية من جنسيات مختلفة، وهذا ما يغني الثقافة ويثري ذائقة الجمهور كي يميّز بين الفنون والمدارس المختلفة. وفرقة ماسالا كوارتيت القادمة من روسيا لها مشاركات عالمية مهمّة وتملك رؤية جديدة لموسيقا الجاز المعاصرة، وما قدمته يعدّ تجربة جديدة لنرى كيفية التعاطي مع هذا النوع من الموسيقا، إضافة إلى الحوارية بين موسيقا الجاز التقليدية والمعاصرة، وآلية الدمج ضمن مدرسة جديدة لموسيقا الجاز.
وعن الأمسية القادمة التي ستقدمها الفرقة الروسية مع فرقة الجاز السورية برؤية مشتركة بيّن أن دار الأوبرا تعمل على عرض نتاج فكري مختلف باستضافة فرق عالمية.
أما عن النمط الموسيقي الهادئ، فقد أشار إلى أن الموسيقا عبّرت عن الجاز الخفيف الذي امتزج به الصخب الموسيقي في بعض المواضع، وهذا يحاكي الجاز المعاصر الذي يعكس نمط الحياة الروتيني الذي نعيشه وفجأة يطرأ حدث فجائي يهز العالم، فهذه الحوارية انعكاس للحياة الواقعية وهذا أساس الموسيقا المعاصرة. كما عقب معلولي على تقليد الآلات كماً كبيراً من أصوات الطبيعة بأنه نوع من الموسيقا المحفزة للعقل التي تترك للجمهور فسحة التخيّل ليعيش الحالة الموسيقية التي يراها ضمن صورة ذهنية يبنيها بنفسه أثرت به وتأثر بها العقل ضمن الوعي واللاوعي.
دمشق القديمة
أما أعضاء الفرقة فأعربوا عن سعادتهم لزيارتهم مدينة دمشق التي وصفوها بالمدينة الوادعة التي فوجئوا بها وهي تضج بالحياة بعد عشر سنوات من الحرب، فتحدثت عازفة البيانو آنا بيومي عن بيوتها وطرازها المعماري القديم ورأت أنها تشبه الأبنية التاريخية في روسيا.
ملده شويكاني