كيف يجعلنا التنوع أذكى؟
وجد العلماء خلال دراسة أجريت عام 2015 أن التنوّع الجيني يؤدي إلى زيادة الذكاء عند البشر وزيادة متوسط الطول بينهم، ولم يتوقعوا أن يكون الطول مرتبطاً بالتنوع، لكن النتائج دلّت على أن التنوع الجيني يؤثر في القدرة المعرفية والطول وسعة الرئة والتحصيل العلمي. بينما يزيد بعضهم التوترات، ويدعو إلى توجهات هدامة في بعض البلدان، وتشير الحقائق بوضوح إلى أن التنوّع العرقي ينمي رأس المال الاجتماعي، ما يزيد الثقة ويبني جسوراً بين الأمم.
تقول كاثرين فيليبس، وهي أستاذة في كلية كولومبيا للأعمال: “إن أردت إنشاء فِرَق أو مؤسّسات قادرة على الابتكار، أنت بحاجة إلى التنوع، فالتنوع يحسّن عملية الإبداع، ويشجع على البحث عن معلومات ووجهات نظر جديدة، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل وحلّ المشكلات، وبإمكان التنوع أن يحسّن المحصلة النهائية للشركات ويؤدي إلى اكتشافات غير مقيدة وابتكارات جديدة، فالعيش في بيئة يسودها التنوع بإمكانه أن يغيّر طريقة تفكيرك”.
ودرست مؤسسة ماكينزي، وهي شركة إدارية استشارية، 366 شركة عامة، وخلصت النتائج إلى أن وجود تنوع عرقي داخل منظمة، ما يزيد العوائد المالية زيادة أعلى من المستوى المتوسط، وأثبتت دراسات كثيرة أنه عندما يلتقي أشخاص من خلفيات متنوعة تتغيّر ميولهم السلوكية نحو الأفضل وتتحسّن طريقة تفكيرهم.
وتحدثت مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو” عن دراسة أجراها فريق من العلماء على مجموعة من الأشخاص المتخصّصين بمجال المال والأعمال لتبيان سبب كون الفرق متنوعة الأعضاء أكثر ذكاءً، إذ كان الفريق الأكثر تنوعاً عرقياً أكثر ميلاً بنسبة 58٪ لتسعير الأسهم بشكل صحيح مقارنة بالفرق المتجانسة.
وتجدرُ الإشارة إلى أن الشباب هم السفراء الحقيقيون الذين لعبوا دوراً فعالاً في تعزيز ثقافة التنوع، فالتغييرات التي أحدثوها تغطي الطيف الاجتماعي بأكمله، فنرى التنوع في الثقافة والحياة الجامعية والصناعة وغيرها، لذا سيكون كل جيل أذكى من سابقه.