تطور خارج المألوف
كما جرت العادة، يبقى السؤال الوحيد في أول أيام الشهر المبارك هو: “ماهو الإفطار اليوم؟”، وتجتمع الأغلبية أن يكون اللون الأبيض هو سيد المائدة الرمضانية، ويبقى الحديث يدور لساعات عديدة، وبعد تحديد الوجبة مع المشروب ومرفقات الإفطار، ينتقل الكلام إلى الضفة الأخرى من تقاليد الشهر، وخاصة في بدايته، وهو: “ماذا سنتابع اليوم من أعمال درامية؟”، وينقسم الأشخاص مع الأعمال الشامية والاجتماعية والمشتركة، وخاصة بعد فترة الإفطار، والانتهاء من واجباته، والجلوس أمام الشاشة مع كأس الشاي والحلويات وخبز المعروك والناعم.
في اليوم الثاني “عادة” تكون الأحاديث متممة لما سبق قبل يوم، ويبدأ النقاش بعد كلمة صباح الخير: “ماذا حضرت في الأمس من مسلسلات؟”، ويعطي كل شخص رأيه بكل عمل تابعه أو شخصية جذبته، ويكون تقريباً منذ الحلقة الأولى أي عمل سيكمل معه البرنامج الرمضاني، أو سيخرج من قائمته الصغيرة، ويضع عملاً آخر قد أُعجب به صديقه أو زميله في العمل، ويبقى ينتظر بفارغ الصبر الحلقات الأخرى.
كل ما ذكر ليس سوى أشياء وأسئلة قد اعتدنا عليها في كل المواسم الرمضانية السابقة، ولكن يبدو أن هذا العام قد حدث تطور غريب في آلية التعاطي مع هذا الشهر، مع أن بداية اليوم الأول- في الأمس- كان قد سار على ما يرام، سواء في أسئلة وجبة الإفطار، أو في متابعة الأعمال، إلا أن التغيير الواضح الذي قلب موازين العادات أن اليوم الثاني لم يجر كالعادة، وإنما كان الحديث المشترك: “لم أستطع متابعة أي عمل بسبب الكهرباء”، ولم يتوقف الأمر على هذا فقط، وقيل أيضاً: “لم أستطع المتابعة عن طريق مواقع التواصل أيضاً بسبب ضعف في الأنترنت!”.
جمان بركات