مجلة البعث الأسبوعية

رياضتنا ومذكرات التفاهم,, فوائد محدودة وتساؤلات حول جدوى توقيعها!!

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

كانت مذكرات التفاهم والتعاون الرياضية – وما زالت – الرئة التي تتنفس منها رياضتنا المحلية، خاصة بالنسبة للاعبين واللاعبات، لتطوير مستواهم الفني والاستعداد بشكل جيد ضمن المعسكرات الخارجية التي تقام قبل أي استحقاق أو بطولة أو دورة دولية، والدليل على ذلك ما حصل مع الكثير من أبطالنا في مختلف الرياضات، فمذكرات التعاون التي تم توقيعها مع الاتحاد السوفيتي السابق أتاحت للكثير من أبطالنا الفرصة للاستفادة منها قبل دورة المتوسط التي استضافتها اللاذقية، عام 1987، حيث أقام لاعبونا الكثير من المعسكرات طويلة الأمد، قبل خوض منافسات الدورة في حينها، واستمر الأمور على المنوال ذاته لتشمل توقيع بروتوكولات مع العديد من الدول الصديقة، وغيرها، إلا أن أغلبها لم يكن بالسوية ذاتها؛ فمنذ أن تم تشكيل منظمة الاتحاد الرياضي العام وحتى الآن، تم توقيع الكثير من اتفاقيات التعاون الرياضي، لكن كوادر الرياضة دائما ما يتساءلون عن مدى الاستفادة من تلك البروتوكولات، وهل تم تطبيقها بحذافيرها على أرض الواقع؟ ومن المسؤول عن عدم تطبيقها؟

 

بنود دعم

المذكرات، كما هو مفترض، تتضمن العديد من البنود لدعم وتسهيل التعاون بين رياضاتنا والدول التي توقيع تلك المذكرات معها، بهدف تقديم الإمكانات كافة لتحقيق هدف التطوير، والعمل على تشجيع ودعم التعاون في مجالات التدريب الرياضي والأنشطة الرياضية والإعلام الرياضي والطب الرياضي، والإدارة ونظم المعلومات الرياضية، وإقامة المنشآت الرياضية، وتشجيع التعاون في مجال الاستثمار الرياضي، على أن يكون ذلك مرتبطاً باللجان الخاصة في كل بلد لمتابعة ما تم تنفيذه من برامج، وتقديم المقترحات لتطويرها، وتعزيز دور ومكانة الرياضة في المجتمع، وتعزيز العلاقات والتواصل في المجالات كافة، والاستفادة من الخبرات الرياضية للأطراف الموقعة على تلك المذكرات.

لكن، مع الأسف، فإن الكثير من تلك المذكرات لم تتضمن الإعلام الرياضي الذي يعتبر الشريك الرئيس للرياضة السورية، ولا نجد أي عذر لمن يقم بذلك، فيما مضى، من القائمين على الرياضة السورية، خاصة وأن الإعلام الرياضي مهمته الرئيسية تسليط الضوء على الرياضة وكل نشاطاتها. وفي هذا السياق، تم مؤخراً تقديم مذكرة تفاهم رياضي داخلياً ما بين اتحاد الصحفيين عبر لجنة الصحفيين الرياضيين والاتحاد الرياضي العام، لكن حتى الآن لم تبصر النور.. لأسباب مجهولة.

 

تعاون رياضي

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن المكتب التنفيذي “الجديد” وقع خلال العامين الماضي والحالي عدداً من مذكرات التفاهم، منها على سبيل المثال (آذار الفائت) مذكرة تفاهم مع وزارة الشباب والرياضة العراقية تستمر لأربع سنوات وتتضمن التشجيع على تطوير مجالات التعاون الرياضي، إضافة لتبادل الخبرات بَينَ الجانبين، ووضع الاستراتيجيات الرياضية، وإقامة الدورات التدريبية المتبادلة، وذلك من أجلِ رفع مستوى الكفاءة والقدرات بَينَ البلدين، وسيتم تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ بنود المذكرة. كما تم العام الماضي، أيضاَ، توقيع اتفاقية تفاهم وتعاون رياضي مع مدينة كازان الروسية.

وفي هذا السياق، كشف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام علاء جوخه جي لـ “البعث الأسبوعية” أن اتفاقيات التعاون التي يتم توقيعها مع الدول والاتحادات الشقيقة والصديقة تصب بمصلحة الرياضة السورية وتساهم في دعم المنظومة الرياضية من خلال المساهمة في تأهيل الأبطال الرياضيين، سواء في الجانب الفني أم الإداري، مبينا أن مذكرات التفاهم تقدم أوجه الرعاية والدعم المختلفة لعدد من الأبطال الرياضيين الواعدين من خلال إعدادهم وتجهيزهم الخبرات اللازمة لتأهيلهم لمنافسات الدورات الدولية والعربية، وتحقيق نتائج مشرفة، وهو ما يتم تطبيقه على أرض الواقع خاصة من خلال المذكرة التي تم توقيعها في مدينة تتارستان في جمهورية كازان الروسية، حيث يتم فيها تأهيل الكثير من أبطالنا الواعدين في عدد من الألعاب الفردية بمعسكرات طويلة الأمد من أجل تحضيرهم جيداً للدورات المقبلة، ومنها دورة الألعاب الأولمبية (أولمبياد طوكيو المقبل)؛ إضافة إلى أننا استفدنا كثيرا أيضاً من توقيع المذكرة، خاصة لجهة صيانة الملاعب والصالات، وتم تطبيق تلك الأفكار على أرض الواقع على رياضتنا ومنشآتنا الرياضية.

 

إساءة واضحة

وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى سنوات عدة سابقة لوجدنا أن المكتب التنفيذي “السابق” لم يعر الأهمية لتوقيع مثل هذه المذكرات، حيث عمد إلى توقيع بعض الاتفاقيات المحلية التي أضرت بمدننا الرياضية وصالاتها؛ وحتى الاتفاقية الوحيدة التي تم توقيعها، وكان يمكن لاتحاد كرة القدم أن يستفيد منها، عمل على وأدها، وحارب من وقعها وأبعده عن العمل الرياضي بحجج واهية.

وفي هذا المجال، أشار رئيس اتحاد كرة القدم السابق صلاح رمضان لـ “البعث الأسبوعية” إلى أنه تم محاربته من قبل المكتب التنفيذي السابق لتوقيعه اتفاقية تعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم، عام 2018، بل ووصل الأمر لمنعه من السفر، وعدم تسلمه لأي منصب رياضي، “مع العلم أنني خدمت الرياضة السورية مدة أربعين عاما في كافة المفاصل، لكن مع الأسف كان هناك أشخاص لا يهمهم الرياضة ولا تطورها” – كما أضاف.

وبالنسبة لتوقيع مثل هذه الاتفاقيات، أكد رمضان أنها مفيدة للرياضة السورية ولكوادرها، وهي تصب في تطورها بكافة الألعاب، ومنها كرة القدم، من حيث تبادل الخبرات (المدربون والحكام والطب الرياضي وغيرهم من الكوادر)، وإقامة معسكرات في الدول التي يتم معها إبرام الاتفاقيات مجانا. وتمنى رمضان أن يتم استثمار تلك الاتفاقيات بالشكل الأمثل لكي تعم الفائدة على الرياضة السورية عامة.