معالم السياسة الأمريكية تجاه العالم
“البعث الأسبوعية” د. مهدي دخل الله
انتصار الاستابلشمنت الأمريكي ، ورمزه الرئيس بايدن ، على ترامب يعني الآتي :
أولاً – انتصار الليبرالية الجديدة على الليبرالية الأمريكية التقليدية ..
ثانياً – انتصار التدخلية الدولية ( interventionism ) على الانعزالية الجديدة (الترامبية) ..
هذان أساسان انبثقت عنهما توجهات واضحة في السياسة الدولية لواشنتُن :
1 – توتير الأجواء الدولية مع بيجينغ وموسكو. فمنذ الأيام الأولى وجه بايدن ضربة في خاصرة روسيا الحساسة عند فتحه ملف أوكرانيا من جديد. وقد كان مغلفاً تقريباً في عهد ترامب ..
2 – البدء بتحريك مسألة بحر الصين الجنوبي بالتعاون مع فييتنام في مواجهة الصين ..
3 – العودة إلى الاتفاقات الدولية التي انسحب منها ترامب . وهنا يسدد بايدن ضربة أخرى للانعزالية الجديدة .
4 – التركيز على إجراءات تفعيل حلف الناتو وتطويره والاقتراب أكثر باتجاه حدود روسيا . وربما سيفتح قريباً مسألة انضمام أوكرانيا للحلف . وهذا يعد تحدياً للخط الأحمر الروسي . وقد يتجاوز ذلك إلى خط أكثر أحمرارً بالنسبة لموسكو وهو بدء مفاوضات مع فنلندا لضمها إلى الناتو . بمثل هذه الاجراءات سيكون العالم قد وصل إلى أخطر مواجهة مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي .
5 – تمتين العلاقات مع أوروبا وإعادة القارة إلى الحظيرة الأمريكية . ومن المعروف أن السبب في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أن أمريكا ترامب ابتعدت عن القارة ، فكان من الطبيعي أن تنضم لندن إلى حليفتها الأطلسية وتبتعد هي أيضاً عن القارة . إنّ في عودة بايدن للقارة إحراجاً للندن و”البريكس” .
6 – إعادة الروابط مع حركات “الإسلاموية السياسية” المتطرفة والإرهابية . ومن الملاحظ أنه مع قدوم بايدن بدأت الحركات الإرهابية في سورية والعراق تستعيد معنوياتها . واليوم تعمل الولايات المتحدة على تنشيط الإرهابيين الموجودين في “الخزان الإرهابي” في البادية السورية ونقل أعداد كبيرة منهم إلى حقول النفط شمال شرق سورية ..
7 – التوجه نحو العودة إلى الاتفاق الإيراني ( 5+1 ) ، وهو حق يراد به باطل لأن معناه إعادة تعزيز الحضور الأمريكي في العالم ..
8 – من المتوقع أن تحاول إدارة بايدن العودة قريباً إلى اتفاقية ( الشراكة عبر المحيط الهادي ) مع اليابان واستراليا ، وهي الاتفاقية التي خرج منها ترامب بذريعة أن أمريكا لا ترهن قراراتها لأحد بما في ذلك حلفاؤها .
9 – من المتوقع أن يحاول بايدن قريباً تعزيز علاقات بلاده في إطار اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع المكسيك وكندا ( NAFTA ) . وكان ترامب قد خفف من روابط بلاده مع الدولتين العضوتين .