كلام في جولات المسؤولين الاستعراضية؟!
القنيطرة- محمد غالب حسين
يقوم بعض المسؤولين بمحافظة القنيطرة بجولات على المؤسسات والشركات والمديريات والبلديات والمراكز الصحية والوحدات الإرشادية الزراعية والمدارس والمشاريع الإنشائية والفعاليات الاقتصادية والإنتاجية للوقوف- كما يفترض- على آلية سير العمل، والالتزام بالدوام، وحسن استثمار الموارد المتاحة، وضبط الإنفاق، وعقلنة الاستهلاك، وتقويم مستوى الأداء، وطريقة استقبال المراجعين وتسيير أمورهم، والتقيد بالمواصفات الفنية العقدية، والمُدد الزمنية للمشاريع التي تنفذ.
يترافق على الأغلب مسؤولان بسيارة واحدة توفيراً لمادة البنزين، علماً أن لكل جولة مخصصات إضافية من الوقود، وقد يطلبان من المدير المعني سيارة تنقلهما لتنفيذ الجولة، وبعد قليل تضج صفحات التواصل الاجتماعي، سواء للمحافظة أو المؤسسة أو الشركة أو المديرية أو للمسؤول، بصور براقة مبتسمة للمسؤولين خلال جولاتهم، مطرزة بكلمات لا تخلو من أخطاء إملائية ونحوية ولغوية تصف أهمية الجولة ونجاحاتها الباهرة.
وفي اليوم التالي، يقدمون للمحافظ تقريراً عن وقائع الجولة، وحسن سير العمل، ذاكرين بعض الملاحظات الهامشية التي تمت معالجتها فوراً.
يكتشف المواطن الذي يعيش الواقع المدمّى بمخالب الفساد، وجشع التجار، وطمع المختلسين، وغياب المبادرة عند المعنيين، أن هذه الجولات استعراضية لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تقدّم ولا تؤخّر، لأنها لا تُعنى بمصلحة الوطن والمواطن، والأولوية لمصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية.
مواطن في قرية نبع الصخر يتمنى أن يقولوا: إن الثانوية هناك لا يوجد بها مدرّسان للفيزياء واللغة الفرنسية منذ أول العام، وهناك فائض بمدرّسي المادتين بمدارس القنيطرة بدمشق وريفها، ويتساءل الطلاب متوسلين: كيف نقدّم الامتحانات؟!.
وآخر من قرية سويسة يسأل عن جدوى مركز صحي دون طبيب أو ممرض أو دواء، والأطباء بالمراكز الصحية والعيادات الشاملة والتخصصية التابعة لصحة القنيطرة بدمشق وريفها لا عمل لهم؟!.
ومواطن ثالث من خان أرنبة يشكو من عدم الإعلان عن الأسعار وارتفاعها بشكل جنوني بعد تخلي الرقابة التموينية عن دورها لأسباب يعرفها فقط الراسخون بالرشوة والأتاوات؟!.
وعشرات المواطنين من الكوم وجبا ومدينة البعث وحضر ورويحينة وبريقة وكودنة وصيدا وقرقس والرفيد والخالدية وأوفانية يتحدثون عن ضرورة توفير وسائط النقل للمواطنين، ويطالبون بأن تترافق أية جولة مع قرار جريء يعاقب مقصّراً، ويعفي فاسداً من مهمته، ويثيب من يعملون بصمت وإخلاص ونجاح.