دراساتصحيفة البعث

“مأرب” تختصر المسار التنازلي لتحالف العدوان

تقرير إخباري

تدور منذ أسابيع معركة طاحنة على تخوم مدينة مأرب شرق صنعاء، وهي الأهم في مسار الحرب المدمرة التي بدأت معالمها تتضح أكثر فأكثر، بعدما تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من اقتحام مدينة عمران شمال العاصمة صنعاء في بدايات شهر تموز 2014.

بعد سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على مركز محافظة الجوف المتاخمة لمدينة مأرب بدايات شهر آذار 2020، أدرك كل متابع للشأن اليمني أنها مجرد محطة في التقدّم نحو مدينة مأرب، التي تضم مخزوناً كبيراً من النفط والغاز، وأيضاً أكبر محطة إنتاج كهرباء بواسطة الغاز، تغطي جزءاً كبيراً من حاجات الطاقة في المحافظات اليمنية. والأهم من كل ذلك أنها تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات “التحالف السعودي” وحكومة هادي.

وعليه من المؤكد أن معركة مأرب ستحدد الخطوط العريضة لأي تسوية سياسية في اليمن، وسيشكل القتال نقطة ضغط على أقوى حلفاء واشنطن في الخليج. كما أن حسم المعركة مهم جداً من الناحية السياسية والعسكرية والإستراتيجية والمعنوية، والدليل على ذلك خوف داعمي تحالف العدوان على اليمن من استعادة مأرب والذي رفع من درجة الاهتمام بخطة وقف العدوان على اليمن.

معركة مأرب تختصر المسار التنازلي الذي وصل إليه تحالف العدوان بعد  6 سنوات من الحرب على الشعب اليمني، حيث أخفق في تحقيق كل الأهداف العسكرية والسياسية التي حددها منذ انطلاق “عاصفة الوهم”، رغم استخدامه لكل أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية والأساليب القمعية، والحصار الخانق على الشعب اليمني.

من الناحية العسكرية تجسد معركة مأرب الإخفاق الاستراتيجي على مستوى تحقيق الأهداف المعلنة، وفي البعد السياسي فإنها نهاية تواجد مرتزقة العدوان في المحافظات الشمالية. أما بالنسبة لتحالف “السعودية”، فهم في بداية العدوان أهمية المدينة، ولذلك عندما احتل سد مأرب رفع الأعلام السعودية والبحرينية كدليل ومؤشر على مستوى التقدم الذي بلغه في تلك الفترة، والآن عندما يتم استعادة مأرب، بعد هذه السنوات من القتال العنيف، فهذا يعني، على المستوى الرسمي والشعبي والمعنوي، تأكيد للهزيمة.

وخوف تحالف العدوان من التداعيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية لاستعادة الشرعية اليمنية الحقيقية لهذه المحافظة هو الذي رفع من درجة الاهتمام، لأن هذا سيتوّج الجيش اليمني واللجان الشعبية في الميدان كقوة تمكّنت، بعد تطوير قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، من أن تتغلّب على كل الثقل العسكري الذي ألقت به أمريكا وبريطانيا ودول غربية وغيرها وراء هذا التحالف.