مجلة البعث الأسبوعية

43 موقوفاً سرقوا 34.5 طن كابلات كهربائية و10760 متر كابلات هاتفية.. والتحقيقات لا تزال جارية!!

“البعث الأسبوعية” ــ وائل علي

لم يكن ينقص شركتي كهرباء واتصالات طرطوس في هذه الظروف العصيبة إلا سرقة شبكاتهما وكابلاتهما النحاسية الهوائية والأرضية وأعمدتهما الخشبية حيث يستغل اللصوص عتمة الليل وفترات التقنين الطويلة دون أن يأبهوا لبعد أو قرب أهدافهم عن التجمعات السكنية في الأرياف والمدن!!

وقد تحول الأمر إلى ظاهرة مقلقة واستنزاف اقتصادي وإرباك مؤسساتي يستدعي الضبط والزجر وما زال التحقيق جارياً..

 

500 مليون ليرة سرقات كابلات كهرباء

المهندس عبد الحميد منصور، مدير عام كهرباء طرطوس، كشف أن مجموع ما تمت سرقته من كابلات نحاسية، خلال العام 2020، بلغ 23.416 طناً، قدرت قيمتها بأكثر من 250 مليون ليرة، فيما قدرت سرقات الربع الأول من العام الحالي بـ 11.163 طناً قدرت قيمتها بأكثر من 246 مليون ليرة، بعد أن وصل سعر كيلوغرام النحاس إلى 30 ألف ليرة.

وقال منصور: لقد تحول الأمر إلى ظاهرة مقلقة وهاجساً يومياً لم يعد للمؤسسة القدرة على معالجة مفاعيله ومنعكساته بسبب ندرة المواد، وظروف الحصار الجائر على البلاد، وغلاء أثمان المواد، وغياب دور المجتمع الأهلي والإدارة المحلية والمخاتير ولجان الأحياء في التصدي لهذه الظاهرة، سيما وأن معظم السرقات إنما تحصل بين البيوت وداخل الحارات والأحياء وعلى مشارف القرى والبلدات.

وفي توعية الناس لخطورة ما يجري

وقد تم إبلاغ محافظ طرطوس بموجب كتاب رسمي مطلع شباط الماضي، بتكرار السرقات بهدف التعميم على المعنيين والشرطة والبلديات والفعاليات كافة لإيلاء الموضوع أهمية قصوى، وتوقيف هذه المجموعات؛ وقد عمم المحافظ بعد يومين من ذلك إلى كافة مجالس المدن والبلدان والبلديات بتوجيه المخاتير والمعنيين لإيلاء الموضوع الأهمية القصوى وتعقب الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه السرقات، والإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها للجهات المعنية ليصار إلى ملاحقتها واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق الأنظمة والقوانين.. وأثناء إعداد تحقيقنا، أعلمنا مدير الكهرباء باتصال هاتفي عن سرقة ٣٠ كيلوغرام من نحاس الكابلات في قرية بيت الخدام بمنطقة الدريكيش..!!

 

.. والحال ذاته في الاتصالات

المهندس بديع ونوس، مدير السورية للاتصالات في طرطوس، أوضح أن ما تتعرض له المؤسسة من سرقة كابلات ليس وقفاً على محافظة طرطوس، بل تعاني منه أغلب المحافظات، وقد وصلت أطوال الكابلات المسروقة إلى ١٠٧٦٠ متراً خلال العام الماضي ولغاية الأول من آذار الفائت، في مختلف مناطق المحافظة ومراكزها الهاتفية، وقد نظم فيها ٣٣ ضبطاً قدرت قيمتها بـ ٢٥٠ مليون ليرة، عدا عن أعباء ونفقات وأجور الآليات والمحروقات، وغيرها من المستلزمات التي تتطلبها عمليات استبدال الخطوط المسروقة، وإعادة التشغيل، وتوقف خطوط المشتركين، وتعطيل عمل المراكز وإرباكها.. وقد دلت التحقيقات الجارية على ارتباط لصوص الكابلات بشخص يتواجد في إحدى المناطق الحدودية في تلكلخ، والذي يقوم بشراء نحاس الكابلات وتهريبه إلى لبنان لبيعه!!

 

العين الساهرة ليست غافلة

العميد موسى حاصود الجاسم، قائد شرطة طرطوس، أكد أن قيادة شرطة المحافظة تتابع ملف سرقة الكابلات العائدة لـ “شركة الكهرباء” و”السورية للاتصالات”، وأنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية وقع الكثير من السرقات الكبيرة في الأكبال النحاسية والهاتفية ما يكلف الدولة أعباءً مالية كبيرة؛ وقد شكلت هذه السرقات مصدر قلق كبير لقوى الأمن الداخلي، سيما في الظروف الحالية، فقمنا بتشكيل الدوريات وكثفنا الجهود على مدار الأربع وعشرين ساعة، مدينة وريفاً، للوصول إلى نتيجة، وتمكنا من إلقاء القبض على ثلاثة وأربعين شخصاً من المتورطين والفاعلين الذين يقومون بنقل المسروقات بعد تذويبها إلى محافظة حماة؛ وكشف العميد الجاسم وجود سبعة من العاملين في “شركة الكهرباء” وأربعة في “السورية للاتصالات” من بين الموقوفين، مؤكداً أنه تم إغلاق ملف سرقة الكابلات بنسبة 99%، ولم يتبق سوى سرقة كابلات هاتفية في منطقة الشيخ سعد، القريبة من طرطوس، وتغذي ١٢٠٠ خط، حيث تجري الآن متابعة الموضوع.

ولفت قائد الشرطة إلى أهمية وضرورة تعاون المواطن والمجتمع المحلي ليأخذ دوره كشرطة مجتمعية قادرة على التدخل وإحباط أي محاولة سرقة، إلى جانب دور الوحدات الإدارية التي تعتبر معنية معنا بالملاحقة والمتابعة والكشف عن هذه الحالات.

وقد شملت الضبوط المنظمة سرقة كابلات كهربائية وهاتفية، وحرق وبيع أسلاك نحاسية، وقطع أسلاك نحاسية من الشبكة، وسرقة كبل يغذي كراج الانطلاق بالكهرباء، ووصلات كابلات هاتفية وكهربائية منزلية بأطوال وأوزان وقياسات مختلفة، وأعمدة خشبية شملت عدة مناطق في المحافظة، وقد أحيل الموقوفون للقضاء لينالوا جزاءهم.