نـبـض ريـاضـي.. ناتج ضعيف لدوري الشباب
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
مع إسدال الستار على منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم لفئة الشباب، نهاية الأسبوع الماضي، بات التساؤل الكبير: هل حققت هذه المسابقة، للفئة الأهم في كرتنا بعد الرجال، الغاية منها في ظل مجموعة من السلبيات التي كانت ولا تزال تحيط بها منذ زمن.
فمن شاهد بعض مباريات هذا الموسم لكل الفرق يدرك أن هذه الفئة الواعدة ليست بخير على كافة الأصعدة، فالمستوى الفني – باستثناء فريقين أو ثلاثة كحد أقصى – غير جيد البتة، وطريقة اللعب الاقتصادية وعدوى البحث عن النقطة سيطرت على اللقاءات.
وهنا يمكن القول بأن إدارات الأندية هي التي تتحمل المسؤولية في ضوء قلة الاهتمام التي تكابدها فرق الشباب في بعض الأندية الكبيرة، وتركها تعيش حالة من الضياع الفني، إذ تكفي الإشارة إلى أن فريق الوحدة العريق، مثلاً، ظل يكابد ويعاني من شبح الهبوط حتى الجولة الأخيرة رغم أنه بدل ثلاثة مدربين طوال الموسم.
فمن المعروف أن مدرب الفئات العمرية يفترض أن تكون له خصائص معينة، ويعمل على تفاصيل تطوير اللاعبين الواعدين، لكن ما يحصل في أغلب أنديتنا أن مدرب هذه الفئة إما أن يكون لاعباً سابقاً مرت على اعتزاله فترة قصيرة ويكون التدريب له بمثابة جائزة الترضية، أو مدرباً كبير عمراً لم يطور من معارفه فاستمر بالعمل وفق نظرة قديمة انتهت صلاحيتها.
وبعيداً عن الجوانب الفنية المزعجة والكثيرة السلبيات، فإن الجوانب الانضباطية والأخلاقية لم تكن على ما يرام هي الأخرى، وأكبر دليل ما حصل في لقاء الطليعة وحطين، والذي أساء لقدسية التنافس الرياضي ورسم العديد من إشارات التعجب حول مستقبل هؤلاء اللاعبين الذين تخلوا في لحظة عن قيم الرياضة ليتحولوا لمصارعين ومشاغبين.
أمام السلبيات التي ذكرناها، فإن الموضوعية تفرض علينا الإشادة ببعض الأمور المهمة، وفي مقدمتها ظهور بعض المواهب الواعدة في كثير من الأندية، والتي يمكن أن يكون لها شأن في المستقبل شريطة توفر الاهتمام والرعاية – وفق رأي الكثير من الخبرات – كما أن عودة نادي الاتحاد لمنصات التتويج واستمرار تشرين في المنافسة وتحسن مردود الكرامة والحرية يمكن اعتبارها مؤشرات إيجابية للغاية.
الحديث عن دوري الشباب يطول، لكن المطلوب بالتأكيد من اتحاد اللعبة الوقوف لتقييم وتقويم نسخة هذا العام، وفرض بعض الشروط على الأندية، خصوصاً من الناحية التدريبية، وتحديد الأعمار بشكل دقيق وثابت، وليس بشكل مفاجئ – كما حصل هذا الموسم – فالأمل أن تتجاوز هذه الفئة الفترة الصعبة التي عاشتها في ظل الأزمة، والتي أبعدت منتخبنا الوطني عن النهائيات الآسيوية التي كان منافساً دائماً فيها على المراكز الأولى.