مسير شموع في حلب إحياءً لذكرى الإبادة الجماعية بحق الأرمن
أحيت الطوائف الأرمنية بحلب الذكرى 106 لجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية بإقامة مسير بالشموع بمشاركة رؤساء الطوائف الأرمنية الأرثوذوكس والبروتستانت والكاثوليك وحشد من الأهالي تتقدمهم الفرقة النحاسية التابعة لنادي الشبيبة السورية الثقافي الأرمني.
وانطلق المسير من مدرسة الثانوية السورية للأرمن الأرثوذوكس في حي الميدان واتجه إلى مقابر الأرمن الأرثوذوكس حيث شارك الحضور بوضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء المذابح الأرمنية وإيقاد الشعلة على النصب وقدمت الفرقة التابعة لنادي الشبيبة السوري عدة أغان من وحي المناسبة.
وبين المطران ماسيس زوبويان مطران الأرمن الأرثوذوكس بحلب أن إحياء ذكرى المجزرة التي ارتكبها العثمانيون في ذكراها السادسة بعد المئة هي استحضار لتضحيات الشعب الأرمني المسالم الذي أريقت دماؤه على يد المجرم العثماني.
وأضاف: نستذكر اليوم المآسي التي عاشها شعبنا والاضطهاد والظلم الذي لحق به والمذابح التي ارتكبها الأتراك بحق الأبرياء مبيناً أن الدولة السورية كانت الحضن الدافئ الذي جمع أبناء الشعب الأرمني ليعيشوا بأمان وسلام ومحبة فيها موجها الشكر والعرفان لسورية قيادة وشعبا التي اعترفت العام الماضي بالمذابح التي ارتكبت بحق الأرمن.
وتحدث القس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت بحلب عن المجازر والمذابح التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق أبناء الشعب الأرمني وتشريد الأهالي وسرقة ممتلكاتهم وصلبهم وملاحقتهم وارتكاب المذابح الجماعية بحق النساء والأطفال مشدداً على المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الأرمني المسلوبة وأضاف أن عدونا اليوم مشترك حيث قام العدوان التركي بسلب وسرقة ممتلكات الشعب السوري وهجر الأهالي في البلدات والمدن التي احتلها ولذلك اليوم مطالبتنا مشتركة باسترداد حقوقنا المسلوبة، لافتاً إلى أن أبناء الشعب الأرمني جاؤوا إلى سورية التي احتضنتهم واعتبروها البيت الآمن لهم مؤكداً حتمية انتصار الشعب السوري على العدوان واسترداد حقوقه المسلوبة.
وبين المطران بطرس مراياتي مطران الأرمن الكاثوليك بحلب أن الأرمن الذين عاشوا المجازر والإبادة على يد العثمانيين قبل مئة وستة أعوام وجدوا في سورية ملاذاً لهم بعد نجاتهم من تلك المذابح وهم اليوم يعيشون في مدينة حلب كمواطنين يتمتعون بكامل حقوقهم كجزء لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي وكذلك عانوا مع أهلها جراء الخراب والدمار الذي مارسه العدو التركي عبر أدواته الإجرامية وطال الحجر والبشر وهم اليوم أيضاً يدافعون مع أهلها عن أرض الوطن وبذلوا دماءهم رخيصة فداء لكل شبر من تراب سورية الحبيبة. وأضاف أن رسالتنا اليوم هي التأكيد على أننا شعب واحد وأبناء وطن واحد وأن الشهيد خالد لا يموت ولا بد من عودة الحقوق المسلوبة لأهلها.
وبين كيفورك شاهينيان عضو نادي الشبيبة السوري الثقافي أن مشاركته في المسير هي تعبير عن الإدانة والاستنكار للمجازر التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الأرمني واستذكار لدماء الشهداء التي سفكها العثمانيون مؤكداً أن العدالة لن تموت طالما هناك مطالب بها وأننا أصحاب الحق والأرض ولن يموت هذا الحق مهما طال الزمن.
وأوضحت مارمنت آكوب أن الإبادة الجماعية التي ارتكبها المجرم العثماني أدت لاستشهاد أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الأرمني وتشريده واليوم نحن موجودون وفي كل أنحاء العالم لإحياء هذه الذكرى واستنكار هذا الإجرام الذي يتواصل بحق أبناء الشعب في أرمينيا وسورية ونطالب بحقوقنا ونعمل على إيصال صوتنا لكل أنحاء العالم.
من جهته قال كريس باسيان إن إحياء ذكرى الإبادة اليوم هو إثبات للعالم أن أبناء الشعب الأرمني لن ينسوا مجازر المحتل العثماني وهم أشد إصراراً على المطالبة باسترداد حقوقهم المسلوبة. وهذا ما أكدته اني كربيجيان وقالت: أتوجه لكل إنسان مؤمن بالعدالة والمساواة وحقوق الشعب بضرورة تسليط الضوء على القضية الأرمنية والاعتراف بها والتعويض والاعتذار لأبناء الشعب الأرمني على مالحق به واستعادة أرضه.