دراساتصحيفة البعث

ميركل تحسم الموقف من نورد “ستريم 2”

تقرير إخباري

حسمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجدل حول مشروع الغاز نورد ستريم 2، ووافقت على المشروع، على الرغم من معارضة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، حيث نوهت بأن الشحنات عبر خط الأنابيب هذا لا تختلف عن “الغاز القادم من روسيا عبر أوكرانيا أو تركيا”، واعترفت بأن “الصراع السياسي مستمر حول المشروع، وهو أوسع بكثير من مجرد مسألة إمدادات الغاز”.

وبتأييد ميركل لاستمرار بناء نورد ستريم2، فإن المشروع “لا يزال في وضع اقتصادي للغاية وليس جيوسياسي على الإطلاق”، حسب تقديرات كاثرين لوكاتيللي المختصة بشؤون النفط. فيما أشار احد الباحثين في سبوتنيك إلى أنه من الواضح أن أوروبا بحاجة إلى الغاز، وهذا الغاز لا يختلف عن ذلك الذي يمر عبر أوكرانيا، لكنه سيساعد على توفير أمن الغاز في الاتحاد الأوروبي.

واقع الأمر، لم يتغير موقف ألمانيا منذ البداية المتمثل بـ “عدم استخدام الغاز كسلاح جيوسياسي”، رغم  حاجتها للغاز بدلاً من الفحم والطاقة النووية. والمستشارة الألمانية تدرك أهمية الاحتياطيات الروسية وانخفاض تكاليف إنتاج الغاز في روسيا وكذلك قربها من السوق، لكن ما يهمها هو تأمين التوريد والمنافسة مع مصادر أخرى لا سيما مع الغاز الطبيعي الأمريكي المسال، الذي يسعى لغزو السوق الأوروبية.

في نهاية عام 2019 وفي سياق الرد السياسي الأمريكي على هذا المشروع، فرضت واشنطن عقوبات على الشركات المشاركة في بناء نورد ستريم 2. وقد دفع هذا شركة “اولزيس السويسرية” لإغلاق تعاونها في المشروع، لكنها سرعان ما استأنفت العمل بعد عام من التوقف، حيث تواصل العمل في المشروع منذ كانون الأول 2020.

وبحسب السيدة لوكاتيللي، فإن ألمانيا في وضع اقتصادي قوي يسمح لها فرض رؤيتها للأمور، حيث نرى نية ميركل في البقاء في المنطق الاقتصادي أكثر من البقاء في منطق العقوبات فيما يتعلق بروسيا.

بالإضافة إلى ذلك، ترى كاثرين لوكاتيللي أن تصريح ميركل هو رد على الولايات المتحدة التي -بحجة تأمين إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي- تفرض العقوبات. وبالفعل فقد تم تمرير مجموعة من القيود الشديدة على السفن المشاركة في استكمال خط الأنابيب من قبل الكونغرس الأمريكي في  كانون الثاني 2021 لإغلاق العمل في نورد ستريم 2، تماماً كما تفعل مع قطاع النفط الإيراني، بل ووصل بها الأمر إلى تهديد الشركات العاملة في المشروع بـ”عواقب بعيدة المدى”.

وعلى الرغم من هذه العقوبات الانتقامية، أعلن مشغل المشروع، نورد ستريم 2 إيه جي، في الأول من نيسان الجاري أنه تم تمديد 2339 كيلومتراً من الأنابيب، من إجمالي 2460 كم.

هيفاء علي