سورية لا تحتاج نصائح من أحد
تقرير إخباري
لا تخلو التصريحات الأوروبية عن سورية من جرعات زائدة في الكراهية والحقد، وهي التي تدّعي، أي الدول الأوروبية، محاربة هذا الخطاب- خطاب الكراهية- وأنها المنارة للحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وما شابه من مصطلحات رنانة. ومؤخراً صدرت مواقف كانت “متوقعة” بخصوص الانتخابات الرئاسية، التي أعلن عنها مجلس الشعب السوري، لتكشف حقيقة أن من يحملون راية عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى هم الأكثر تدخلاً، وتدميراً للمؤسسات، والأكثر تغوّلاً في زعزعة استقرار الدول وقلب الحكم فيها لأهداف لم تعد خافية على أحد، وفي مقدمتها زعزعة أمن سورية واستقرارها، وفرض إرادتها عليها، والهيمنة على مقدراتها وموقعها الجيوسياسي.
وللدلالة على مواصلة الاتحاد الأوروبي السافرة التدخل في شؤون سورية الداخلية، بعد سنوات من دعمه التنظيمات الإرهابية فيها وفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب ضدها، نصّب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، نفسه وصياً على الشعب السوري وقرن شروطه الابتزازية تجاه الانتخابات المقبلة في سورية بعدم التخلي عن تطبيق العقوبات المفروضة على الشعب السوري، وقال: ” إن على الاتحاد الأوروبي الاستمرار في ممارسة الضغط، ولن يطبّع أو يرفع العقوبات ويدعم إعادة الإعمار في سورية قبل بدء الانتقال السياسي”، حسب تعبيره،
والحقيقة يبدو أن بوريل وبعض البرلمانيين الأوروبيين لم يعرفوا بعد أن الاستحقاقات الدستورية والانتخابات حق وطني مشروع وسيادي لأي شعب من الشعوب، ولا يحق لأي طرف أو جهة أو دولة التدخل فيه، وتحت أي مسمّى، ولم يأت على مسامعهم أن سورية دولة ذات تاريخ عريق وحضارة ضاربة بجذورها في عمق الزمن، إذ تعود إلى أكثر من 7 آلاف عام، وأقدم بكثير من تلك الدول التي تحاول توجيه النصائح للشعب السوري، والذي صدّر العلم والمعرفة إلى العالم، ويحارب الإرهاب نيابة عنه، شاء من شاء وأبى من أبى.
علي اليوسف