أوشاكوف: القمة الروسية الأمريكية في حزيران المقبل
ربما كان لا بد من التصعيد والتصعيد المضاد في العلاقات الروسية الأمريكية للوصول بهذه العلاقات إما إلى نقطة اللاعودة، وإما إلى تحديد موعد زمني للقاء يعقد بين زعيمي البلدين يجنّب البشرية مزيداً من الويلات والدمار والحروب التي تنشرها السياسات الخاطئة للإدارات الأمريكية المتعاقبة. فالإدارة الأمريكية حتى وإن استخدمت عدداً من الدول الأوروبية في الضغط على روسيا دبلوماسياً من خلال طرد دبلوماسيين روس من أراضيها بسبب أو من دون سبب، فإنها ترمي من وراء كل ذلك إلى تحسين أوراقها في التفاوض مع الجانب الروسي الذي أسرعت إليه في طلب تحديد موعد لقمّة تعقد بين الرئيسين.
والآن وعلى خلفية التصعيد الحاصل بين الطرفين الذي بلغ حدّ الصدام في ملفات دولية حساسة، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف اليوم أن القمة الروسية الأميركية قد تنعقد في حزيران المقبل، مؤكداً وجود موعد مبدئي لها.
وقال أوشاكوف على قناة “روسيا 1” رداً على سؤال حول موعد الاجتماع بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن: “الاجتماع في حزيران، ويوجد موعد محدد”.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان العمل على القمة المحتملة بدأ أم لا، قال أوشاكوف: “ليس بعد ولكن تم استلام الإشارة وسنرى.. سنتخذ قراراً بالطبع اعتماداً على العديد من العوامل”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف أعلن أول أمس أن تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يحتاج إلى إرادة سياسية متبادلة، مشيراً إلى أن بلاده لم تكن السبب في تدهور هذه العلاقات.
وتشهد العلاقات الروسية الأميركية تأزماً بسبب الاتهامات والمزاعم التي أطلقتها الولايات المتحدة تجاه روسيا والعقوبات الأحادية التي تفرضها ضدها بشكل مخالف للقانون الدولي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن اليوم أن بلاده مستعدّة لاتخاذ مزيد من إجراءات الردّ إذا استمرّت الولايات المتحدة في التصعيد.
وقال الوزير الروسي لقناة “روسيا1”: “أعلنا عن الإجراءات التي اتخذناها تجاه أفعال الولايات المتحدة وما زلنا مستعدين لاتخاذ المزيد منها إذا استمر التصعيد”، وأشار إلى أنه بطلب من الرئيس الروسي تم استقبال اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن بعقد قمة بشكل إيجابي وتتم دراسته الآن.
واقترح بايدن خلال محادثة هاتفية مع بوتين عقد اجتماع شخصي في دولة ثالثة.
وفي سياق الحديث عن العلاقات الروسية مع الغرب، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن الضغط الناجم عن العقوبات والتهديدات وكذلك سعي الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لتحقيق مصالحه الأنانية يغرق العالم في حالة من عدم الاستقرار الدائم.
وقال مدفيديف في مقال نشرته وكالة نوفوستي: إن “الكثيرين لا يستقون العبر والدروس من التاريخ والماضي.. فتجنّب الاصطدام بالقوى الكبرى ليس مؤشر خوف أو جبن بل دليل حكمة لأن التضحية بالنفس لا تعتبر ميزة أبداً في أي مكان وزمان”، موضحاً أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة انتقلت عملياً في السنوات الأخيرة إلى المواجهة وعادت في الواقع إلى حقبة الحرب الباردة.
وأشار مدفيديف إلى أنه “عندما تكون العلاقات بين البلدين في مثل هذا الوضع لفترة طويلة فإن ذلك يمثل أزمة، ومثل هذه الأزمات هي أرض خصبة للغاية لظهور فترات أكثر حدّة في العلاقات، وفي مثل هذه الحالة قد تؤدّي أي خطوة خاطئة وقلة الصبر وانعدام الفهم الاستراتيجي لوزن كل كلمة إلى دفع ليس فقط دولتين محدّدتين بل العالم بأسره إلى هاوية المشكلات الصعبة والانزلاق إلى حافة الدخول في اشتباك عسكري مباشر”، مشيراً إلى أن العلاقات بين الدولتين شهدت سابقاً مثل هذه الحالة.
واعتبر مدفيديف أن هذه الحالة تتمثل اليوم في العقوبات ضد روسيا، وفي الحملة المنظمة لمضايقتها، وفي السياسة الأمريكية تجاه جيراننا ووصول “ناتو” إلى حدودنا بشكل تام، وفي معارضة بناء خط السيل الشمالي 2 ومحاولة عرقلة استخدام روسيا للطريق البحري الشمالي، وكذلك الأزمة الأوكرانية وغير ذلك الكثير.