“الحرب الكبرى”.. البنتاغون يروّج لـ “صراع فضائي”
اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين أن الولايات المتحدة يجب أن تستعد لنزاع محتمل في المستقبل لا يشبه “الحروب القديمة”، التي استهلكت وزارة الدفاع لفترة طويلة، فيما روّج قائد القوات الفضائية الأمريكية، جون ريموند، أن روسيا، وكذلك الصين، تمتلكان أسلحة يمكنها استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء، والذي بات مجال حرب مثل الأرض والبحر، حسب تعبيره.
ودعا أوستين، في كلمة خلال زيارته للقيادة الأمريكية في المحيط الهادي في هاواي، إلى حشد التقدّم التكنولوجي وتحسين دمج العمليات العسكرية على الصعيد العالمي من أجل “الفهم بشكل أسرع، واتخاذ القرار بشكل أسرع، والعمل بشكل أسرع”، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وجاء هذا التقييم في أول خطاب بارز لأوستين حول سياسات البنتاغون خلال رئاسة جو بايدن.
وإذ اعتبر أوستن أن “الطريقة التي ستقاتل بها الولايات المتحدة في الحرب الرئيسية المقبلة ستبدو مختلفة تماماً عن الطريقة التي قاتلت بها في الحروب السابقة”ـ فإنه أكد أن “الحروب المستقبلية ستكون مختلفة جداً”، ولن تشهد الاعتماد على تقنيات الحروب “الكلاسيكية، بل ستعتمد على التطورات التقنية والتكنولوجية”.
وأضاف في خطابه: “ليس بوسعنا أن نتكهن بالمستقبل. وما نحتاجه هو التركيبة الصحيحة للتكنولوجيا وعقائد عمليات والقدرات، وكل شيء مرتبط بشكل متشابك، حتى يكون موثوقا به ومرناً وهائلاً إلى درجة تدعو الخصم للتفكير مرة أخرى”.
ويعترف أوستين، الذي كان يشغل عدداً من المناصب القيادية الرفيعة في الجيش الأمريكي، بأنه خلال الجزء الأكبر من فترة السنوات الـ 20 الأخيرة، كان “يخوض آخر الحروب القديمة”، و”تلقى دروساً لن ينساها أبداً”.
ولم يذكر النص أي خصوم محددين أو خطوات محددة، كما لم يتضمّن توقعات بوقوع أي نزاع محدد، بل بسط رؤية عريضة لقيادة البنتاغون الجديدة للأهداف التي ستسعى لتحقيقها خلال فترة رئاسة بايدن.
من جانبه، قال قائد القوات الفضائية الأمريكية، جون ريموند، إن لدى روسيا الإمكانية لإخراج الأقمار الصناعية الأمريكية عن الخدمة أو تدميرها من الأرض أو من الفضاء.
ودون أن يقدم أدلة على ذلك صرح ريموند بأن روسيا، وكذلك الصين، التي تمثل تهديداً مستمراً للولايات المتحدة، تمتلكان أسلحة يمكنها استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء.
وفي حديث لصحيفة “واشنطن بوست”، اعتبر ريموند أن الفضاء الآن بات مجال حرب مثل الأرض والبحر، وأشار إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لمنع الصراع في الفضاء، مضيفاً: أن المجال الفضائي “يجب أن يكون آمناً للجميع”.
وسبق أن تحدث قائد القوات الفضائية الأمريكية، في آذار الماضي، عن القدرات القتالية لروسيا والصين، وأشار إلى أن الدولتين لديهما أنظمة ليزر بمستويات طاقة مختلفة قادرة على تدمير الأقمار الصناعية الفضائية من الأرض.
وتعليقاً على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مخاوف الولايات المتحدة بشأن النشاط الروسي في الفضاء لا أساس لها، مؤكداً أن روسيا بلد مسالم.