إعادة رسم تحفة بيكاسو بالشوكولاتة
صور الرسام الإسباني بابلو بيكاسو في عام 1937 المشاعر المناهضة للفاشية في لوحة بطول 3.5 أمتار وعرض 7.8 أمتار، أسماها “غِرنيكا”، لتعرض فظائع الحرب في هندسة مذهلة وتظليل مدهش بالرمادي والأسود والأبيض، ومنذ ذلك الحين، ظلت هذه اللوحة الجدارية الأيقونية تلهم لوحات مقلدة لا تحصى، وأحدث هذه التقليدات أكثرها حلاوة ماصنعه حلوانيون إسبانيون في إقليم الباسك مؤخراً كنسخة من هذه التحفة التكعيبية مصنوعة بكاملها من الشوكولاتة تخليداً للذكرى الخامسة والثمانين لتفجير نيسان عام 1937 الذي ألهم فكرة اللوحة الجدارية.
تعاون نحو أربعون صانع شوكولاتة لصناعة نسخة طبق الأصل بالحجم الطبيعي لهذا العمل الفني، وأعاد الفريق إنشاء الأشكال الزاويّة وضربات بيكاسو بالفرشاة بأنواع مختلفة من الشوكولاتة، وصنعوا 14 لوحاً منفصلاً من أجل تجميعها معاً لاحقاً.
تجدر الإشارة إلى أن بيكاسو رسم هذا المشهد التجريدي بعد الدمار الذي ألحقته القاذفات الجوية الألمانية بغِرنيكا، وهي بلدة تقع في شمالي إسبانيا لها تراث غني ومتميز.
واستناداً لمتحف رينا صوفيا، الذي يستضيف هذه اللوحة، ابتكر بيكاسو عملاً فنياً لم يلمح بالحصر إلى تفاصيل تفجير غرنيكا، بل صاغ “مناشدة جامعة لوقف وحشية الحرب وإرهابها”، ففي الصورة الفوضوية التي يندى لها الجبين، تظهر الأجسام والأطراف مختلطة معاً؛ ويقف ثور أبيض مهيب في إحدى زواياها، بينما ترفع الأم وجهها إلى السماء وهي تنوح حاملة بين ذراعيها جثمان طفلها.
يخطط صانعو لوحة الشوكولاتة لنقلها إلى مدن متعددة، إذ تلقى هذا العمل الفني الضخم والشهي مسبقاً دعوات إلى معارض الشوكولاتة الدولية في باريس ومدريد.