فلسطين.. أصالة التاريخ ترفض وباء التطبيع
بمناسبة يوم القدس العالمي، وتحت شعار: “إسرائيل عدو وستبقى” أقام اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية، واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، ومؤسسة أرض الشام، ندوة سياسية فكرية بعنوان: “فلسطين.. أصالة التاريخ ترفض وباء التطبيع”
فلسطين والتطبيع
ولأن فلسطين من المحددات الضرورية التي يجب الوقوف عندها، تحدث د. بهجت قبيسي الباحث في الشؤون التاريخية عن معنى تسمية فلسطين والتي تأتي من كلمة “الفلسة” وهي الأرض الترابية المتشققة، أما التطبيع فهي كلمة فيها شيء من الدبلوماسية والتخفيف، وهذا مجال للخيانة وليس مجال للتطبيع والسبب هو أن هؤلاء الناس ليسوا محصورين، وأكد على أن القرار سيكون في هذا البلد، وسورية هي القناة الأولى في تحرير هذه الأرض.
خمسة محاور
أما د. ياسر المصري أمين سر تحالف القوى الفلسطينية فأكد في مداخلته “القدس في المشهد السياسي الراهن” على أن الصراع مع الكيان الصهيوني ليس صراعا دينياً، أي ليس صراعاً إسلامياً يهودياً، وهذه مسالة أساسية يجب الاعتراف بها، وأن اليهود ألبسوا المسألة ثوباً دينياً في فلسطين وبينما كان الهدف الأساسي قاعدة استعمارية من أجل عدم قيام الوحدة العربية بين شطري الأمة.
قسم د. المصري مداخلته إلى خمسة محاور هي: القدس في القرارات الدولية، وأولها القرار (181) الذي ينص على أن تكون القدس تحت إشراف دولي وتكون لثلاثة أديان، والقرار الثاني (242) نص على أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين، لكن الكيان الصهيوني لم ينفذ أي قرار دولي وبقيت القدس تتعرض وتتهود ويستوطن بها الصهاينة.
وجاء المحور الثاني للحديث عن المؤامرات على القدس والتي كان بدايتها مع حريق المسجد الأقصى والتي تعتبر الخطوة الأولى على طريق تهويد القدس، إذ بقيت القدس من عام 1948 ترزح تحت الاحتلال الصهيوني ما بين الاستملاك والتهويد تارة بالإغراء المادي وتارة بالتهديد بقانون الاستملاك الحكومي.
أما المحور الثالث فكان عن القدس في الوضع الراهن حيث كان الحل النهائي بالنسبة للكيان الصهيوني أنه لا حل لمدينة القدس إلا ببقائها عاصمة أبدية له، إلى أن جاء ترامب وشرعن القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
والمحور الرابع تحدث عن القدس في ظل صفقة القرن وعن طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وفي الضفة الغربية وحتى أراضي عام 1948، وكانت بعض الأنظمة العربية موافقة على هذا الطرح وجرى التطبيع العربي الصهيوني عربون محبة للولايات المتحدة وبدأت الأطراف العربية رحلات سياحية وسياسية وفنية مع بعض الدول العربية على قاعدة أن الكيان هو دولة طبيعية في المنطقة.
أما المحور الأخير فكان عن هبات الأقصى المبارك حيث فجرت انتفاضة الأقصى في عام 2000 غضب فلسطيني في وجه شارون، ثم جاءت هبة البوابات الالكترونية والكاميرات التي قامت رفضاً لتلك الإجراءات وأجبرت الكيان على عدم تركيبها، ثم هبة الأيام الماضية التي أجبرت الكيان على إزاحة الحواجز في رأس العامود وما يزال الشعب الفلسطيني صامد في رفضه كل الإجراءات التي من شأنها أن النيل من حقه في القدس.
تحشيد معنوي
وتحدث د. خلف المفتاح عن يوم القدس العالمي ولماذا التركيز على هذا العنوان، فقال: الصراعات عبر التاريخ كانت عناصر التحشيد متاحة، سواء تحشيد ديني، قومي، وطني وغيره. والقدس استُخدمت كعنصر تحشيد من كل الديانات، فاستخدمها الفرنجة تحت اسم الحروب الصليبية، واستخدمها صلاح الدين الأيوبي كعنصر تحشيد على أنها أرض مقدسة، وجاء اليهود -تيودور هرتزل- ليستخدموها كعنصر تحشيد على أنها أرض الهيكل وهي أرض مقدسة، إذاً متاح في الصراعات استخدام هذا العنصر لذلك استخدم يوم القدس العالمي كعنصر تحشيد.
وعن يوم القدس العالمي شرح د. المفتاح صورة الأوضاع القائمة في مدينة القدس المحتلة وخاصة سياسة التهويد بأشكالها المختلفة وما يشكله استمرار تلك السياسات من خطر حقيقي على هوية المدينة بوجهيها الثقافي والحضاري، وكان عام 2020 من أكثر الأعوام قسوة على الشعب الفلسطيني من إدارة ترامب ووباء كورونا وفيروس التطبيع وتآمر بعض الأنظمة العربية، وهذه كلها شكلت عوامل محفزة الاحتلال ليمضي قدماً في تنفيذ مخططاته الاستعمارية.
وأنهى د. خلف حديثه بأنه يجب تفعيل جميع القوى على مستويات المواجهة بكل صورها وأشكالها وهي مسألة غاية في الأهمية من أجل إنقاذ القدس وتحرير الأراضي العربية ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وأن الأرض مقدسة بصفتها الجغرافية وليس بصفتها فقط مكاناً للعبادة.
عُلا أحمد