حبة نادرة تعيد الأمل لإحياء صناعة القهوة
أعاد اكتشاف جديد الأمل في إحياء صناعة مهمة في دولة سيراليون قد تلاشت منذ أكثر من نصف قرن، على بعد حوالي 200 ميل جنوب شرق عاصمة سيراليون، إذ عثر الباحث الزراعي دانييل سارمو، على اكتشاف مهم في تلال كامبوى الرطبة وشديدة الانحدار عام 2018، عندما انطلق سارمو وباحثان من حدائق “كيو” الملكية النباتية بالمملكة المتحدة، في مهمة للعثور على قهوة ستينوفيلا المفقودة منذ فترة طويلة في سيراليون.
وقال سارمو: “يمكن للقهوة أن تغير الحكاية بالنسبة لمزارعينا”، فبعد اكتشاف حديقة برية تضم حوالي 15 نبتة من نباتات الستينوفيلا، التي تنمو في التلال، جمع فريق البحث عينات للاختبار، وتم التأكيد على أن قهوة ستينوفيلا هي ذات جودة عالية ونكهة ممتازة، حيث تضاهي أفضل أنواع حبوب قهوة أرابيكا، ويقول جيريمى هاجار، عالم البيئة الزراعية في جامعة “جرينتش”، في المملكة المتحدة، وأحد الباحثين الذين أعادوا اكتشاف قهوة ستينوفيلا مع سارمو: “تهتم أسواق القهوة كثيراً بأي شيء مختلف، لاسيما إذا كان يتمتع بنكهة جيدة.. ومن المحتمل جداً أن يهتم بها سوق القهوة المتخصصة، وقد يدفعون أسعاراً مرتفعة للغاية”.
ويمكن أن ينمو نبات ستينوفيلا بشكل مريح في درجات حرارة أعلى من حبوب قهوة أرابيكا، تصل إلى 6.8%، والتي يقول هاجار، إنها يمكن أن توفر للصناعة شريان حياة محتمل في عالم تزداد فيه درجات الحرارة.
ورغم أن هذه أخبار جيدة لسيراليون، التى تحتل موقع الصدارة فى إحياء ستينوفيلا، إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن تشق هذه الحبة النادرة طريقها إلى فناجين القهوة لدينا، حيث يحتاج النبات البرى إلى التدجين وإجراء مزيد من الدراسات لتطوير استراتيجيات أفضل للنمو والإدارة.
ولم تكن قهوة ستينوفيلا دائماً سلعة نادرة، فيما يقول الباحثون إن 99% من القهوة التي نستهلكها اليوم تتكون من أرابيكا وروبوستا، موضحين أنه يوجد بالفعل 124 نوعاً من القهوة، بينما يقول سارمو: “في تسعينيات القرن التاسع عشر، كانت قهوة ستينوفيلا هي المهيمنة على السوق”.
ويُذكر أن هذه كانت القهوة المفضلة لدى الفرنسيين، حيث تم تداولها بشكل متكرر حتى عشرينيات القرن الماضي، ولكن في خمسينيات القرن الماضي، تم تقديم قهوة روبوستا إلى سيراليون من قبل البريطانيين، ويعد نبات الروبوستا أكثر إنتاجية، لكنه أقل جودة بشكل عام.