بوتين يقدّم مشروع قانون للانسحاب من “الأجواء المفتوحة”
بعد أن أفرغت الولايات المتحدة الأمريكية أغلب المعاهدات الدولية التي تربطها بروسيا من محتواها، سواءٌ عبر الانسحاب المباشر منها، أم من خلال إعادة تفسير هذه المعاهدات بما يتناسب مع رغباتها في التنصل منها، صار لزاماً على الجانب الروسي مراجعة هذه المعاهدات وإعادة تقييمها مجدداً.
وفي سياق هذه المراجعة، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشروع قانون إلى مجلس الدوما بشأن انسحاب روسيا من معاهدة الأجواء المفتوحة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت عن بدء الإجراءات للانسحاب من المعاهدة في الـ15 من كانون الثاني الماضي، مشيرة إلى أنه وبعد انسحاب الولايات المتحدة منها “اختل بشكل كبير ميزان مصالح الدول المشاركة الذي تحقق عند إبرام المعاهدة”.
وكان بوتين عيّن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف ممثلاً رسمياً له عند دراسة مجلس الجمعية الفيدرالية مشروع الانسحاب من المعاهدة.
وساهمت معاهدة الأجواء المفتوحة في بناء الثقة في أوروبا بعد الحرب الباردة ما سمح لـ34 دولة بجمع المعلومات بشكل علني حول القوات والأنشطة العسكرية للدول المشاركة.
وأنهت الولايات المتحدة إجراءات انسحابها من المعاهدة في الـ22 من تشرين الثاني الماضي بعد أن بدأتها في الـ22 من أيار 2020.
وفي سياق متصل، أفادت دائرة الإعلام لأسطول البحر الأسود الروسي بأن مقاتلة روسية من طراز “سو-30” اعترضت اليوم 3 طائرات عسكرية فرنسية فوق البحر الأسود.
وقالت الدائرة للصحفيين: إن الرادارات الروسية سجّلت في 11 مايو الجاري أهدافاً جوية فوق المياه المحايدة للبحر الأسود كانت تقترب من الحدود الروسية.
وأضافت: “ولتحديد ومنع انتهاكات الحدود حلقت مقاتلة “سو-30” إلى الجو… وحدّد طاقم المقاتلة الروسية الأهداف الجوية على أنها طائرتان تكتيكيتان من طراز “ميراج 2000” وطائرة التزويد بالوقود من طراز “C-135″ التابعة للقوات الجوية الفرنسية وكانت المقاتلة الروسية ترافقها فوق البحر الأسود”. وأشارت إلى أن المقاتلة لم تسمح بدخول الطائرات الفرنسية الأجواء الروسية، مشدّدة على أن تحليق الطائرة الروسية جرى وفق القوانين الدولية.
وفي شأن آخر، أعربت روسيا عن رفضها القاطع للفبركات الإعلامية حول وجود علاقة مزعومة تربطها بالهجوم الالكتروني على كولونيال بايبلاين أكبر خط أنابيب للمنتجات المكررة في الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة تاس عن السفارة الروسية في الولايات المتحدة قولها في بيان: إن “روسيا ترفض بشدة التلفيقات التي لا أساس لها من الصحة والتي يسوقها بعض الصحفيين الأمريكيين عن دورها المزعوم في الهجوم”.
وأشارت السفارة إلى أنها “على علم بمحاولات بعض وسائل الإعلام اتهام روسيا بالهجوم الإلكتروني في الوقت الذي لم تنسب فيه السلطات الأمريكية الهجوم إلى بلد معين”.
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض التعاون الدولي في ملف مكافحة التهديدات السيبرانية.
وتعليقاً على الموقف من الهجوم السيبراني على الشركة الأمريكية شدّد بيسكوف في تصريح نقلته سبوتنيك على أنه لا علاقة لبلاده بهذا الهجوم وأن أي اتهامات من هذا القبيل غير مقبولة.
وأضاف: “ما زلنا نأسف لأن الولايات المتحدة ترفض التعاون معنا بأي شكل من الأشكال في مواجهة التهديدات الإلكترونية، ونعتقد أن مثل هذا التعاون على الصعيدين الدولي والثنائي يمكن أن يساعد في معركة مشتركة ضد هذه الآفة مع الجرائم الإلكترونية”.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “اف بي أي” أعلن أمس استهداف خط أنابيب كولونيال أكبر مشغل لخطوط الأنابيب في البلاد بهجوم سيبراني، بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن “منظمي الاختراق الإلكتروني ربما يكونون في روسيا” وذلك دون تقديم أدلة.
وكان هجوم إلكترونى وقع في الثامن من أيار الجاري أدّى إلى إغلاق أكبر شبكة أنابيب نقل وقود في الولايات المتحدة بالكامل لتتعطل عمليات الخط الذي ينقل يومياً 2.5 مليون برميل من البنزين ووقود الديزل ووقود الطائرات وغيرها من المنتجات البترولية المكررة.
وليس بعيداً عن حديث العلاقات الروسية الأمريكية، قال يوري أفيريانوف النائب الأول لسكرتير مجلس الأمن الروسي: إن الولايات المتحدة تقوم بوضع خطط منفردة للعديد من الدول في مجال الدراسات والبحوث لصناعة أسلحة بيولوجية لمصلحتها.
ونقل موقع روسيا اليوم عن أفيريانوف قوله في تصريح: “في السنوات الأخيرة كثفت واشنطن وحلفاؤها في ناتو بشكل كبير الأبحاث البيولوجية في العديد من دول العالم.. ويتم وضع خطط عمل فردية لكل دولة وفقاً لاحتياجات البرامج البيولوجية الوطنية الأمريكية وبالذات العسكرية منها”.
وحذّر أفيريانوف من أن الميكروبات القاتلة في مختبرات الولايات المتحدة والناتو المتوزعة قرب حدود روسيا يمكن أن تنتقل بالخطأ إلى الطبيعة وتؤدّي إلى إصابات بشرية ضخمة في أراضي روسيا والدول المجاورة.
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف نبّه في نيسان الماضي إلى النمو المتزايد للمختبرات البيولوجية الخاضعة للسيطرة الأمريكية في جميع أنحاء العالم وخاصة على حدود روسيا والصين وخطورتها الكبيرة.
وفي شأن آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تريد خطوات ملموسة لحل القضايا الناشئة على الأرض في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف اليوم: “نحن نهدف إلى التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات الخاصة بتسوية نزاع قره باغ”، مضيفاً: “بالأمس في اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ناقشنا المهام الحالية بتفصيل كبير ونأمل أن نبدأ اليوم في ذلك لكي نكون قادرين على تحديد خطوات ملموسة لحل القضايا الناشئة على الأرض، فالوضع ليس بالأمر السهل حيث لم يتم حله خلال سنوات”.
وكانت أرمينيا وأذربيجان توصلتا في تشرين الثاني الماضي وبرعاية روسية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى نزاعاً بين باكو ويريفان في إقليم قره باغ استمر نحو شهر ونصف الشهر ينص على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قره باغ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باغ، إضافة إلى رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع وعودة النازحين إلى الإقليم.