عندما تغلب الشعب الفيتنامي على البربرية
تقرير إخباري
فيتنام، استعارة جميلة للجرأة في وجه البربرية، كانت هي نفسها وفي نفس الوقت فيتنام أخرى منذ ذلك الصباح من يوم 30 نيسان، قبل 46 عاماً، عندما عبرت رصاصة وجود الغزاة. حصل هذا الشعب البطل على جائزة معاناته، الحرية. لكن أولئك الذين ما زالوا يعتبرون أنفسهم السادة ولديهم روح الخادم، أولئك الذين يسعون دائماً إلى تدريب شعوبهم خلف وكالة المخابرات المركزية، يدعون أنهم من اليسار، لديهم مناصب حتى في الحزب الشيوعي الفرنسي وفي حزب “فرنسا المتمردة”، لكنهم سوف يلقون في مزبلة التاريخ لخيانتهم المقاتلين.
سعت فيتنام التي تعد من أسرع الاقتصادات الآسيوية نمواً إلى أن تصبح دولة متطورة بحلول عام 2020. وكانت قد توحدت في عام 1975 عندما نجحت قوات فيتنام الشمالية من السيطرة كلياً على الشطر الجنوبي من البلاد.
جاء ذلك عقب ثلاثة عقود من الحرب قاتل فيها الشيوعيون المستعمرين الفرنسيين ومن ثم الفيتناميين الجنوبيين وأعوانهم الأمريكيين. وجذبت الحرب الفيتنامية في مراحلها الأخيرة انتباه العالم بأسره.
كان الأمريكيون قد شاركوا في الحرب الفيتنامية من أجل التصدي لما وصفوه بـ “تأثير أحجار الدومينو” الذي كان يعنون به “سقوط” الدول في أحضان الشيوعية. أكثر من نصف قرن من المعارك كافأت هذا البلد الصغير العظيم بالحرية التي سعوا إلى إنكارها. قُتل ما بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص، معظمهم من المدنيين، في الحرب ضد احتلال الولايات المتحدة وحدها، التي نشر جيشها ما يقرب من نصف مليون جندي في ذلك البلد، واستخدم الأسلحة الأكثر فتكاً.
في فيتنام، أسقطت القوات الأمريكية قنابل أكثر مما أسقطته في الحرب العالمية الثانية، وسكبت 76 مليون لتر من العامل البرتقالي ومواد أخرى، والتي يُنسب إليها ارتفاع معدلات العيوب الخلقية والظروف المسببة للسرطان.
لكن لم تكن القرى المدمرة ولا التقسيم المصطنع المفروض لأكثر من عقدين في خط العرض السابع عشر كافية لمنع ظهور “هو تشي منه” كرئيس أول لفيتنام الشمالية، الذي قال: “مهما كانت طريقة القتال التي تتبعها الإمبريالية الأمريكية، فإن النتيجة النهائية سيكون انتصار فيتنام وإعادة توحيد البلاد كلها “.
لقد قالها فيدل كاسترو للفيتناميين: “لقد أعطيتم الإمبرياليين درساً لا يُنسى. كانوا يعتقدون أنهم لا يقهرون وانتم كنتم قادرين على هزيمتهم”.
هيفاء علي