بعد تحريرها.. عودة ألق العيد إلى دير الزور
دير الزور – وائل حميدي:
لعله أول عيد تشهده مدينة دير الزور مُحمَّلٌ بالطابع المحفوظ في ذاكرة أبناء المحافظة عموماً والمدينة بشكل خاص. هو العيد الأول الذي يشهد عودة كبيرة لأبناء المحافظة وبالتالي عودتهم إلى تبادل الزيارات أيام العيد وتبادل التهاني والتبريكات فيه .
وهو أول عيد يتمكَّن أبناء المحافظة فيه من زيارة مقابر موتاهم بعد أن كانت تلك المقابر الواقعة ( من شمال مدينة دير الزور من جهة تدمر ) مزروعة بالألغام من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي حاول مراراً اختراق المدينة المحصّنة سنوات الحصار ما جعل من المقابر منطقة خطرة شهدت في ما مضى انفجار العديد من الألغام التي ألحقت بالمدنيين في رِكب الشهداء.
هو العيد الأول الذي يشهد انفتاحاً كاملاً لأسواق المدينة التي لم يعد ينقصها السلع واللباس .
يقول مدير ثقافة دير الزور أحمد العلي بأن للعيد هذا العام انفرادة جميلة بالطابع والتفاصيل إذ اعتاد أبناء المدينة على زيارة المقابر في اليوم الأول من العيد كتقليد ورثوه عن أجدادهم، وهذا التقليد ينمُّ عن الرابط الاجتماعي الذي يجمع أبناء المدينة، والذي عاد بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وطرده الإرهاب من كامل المدينة والقيام فيما بعد عبر وحدات الهندسة بتمشيط الصحراء ونزع الألغام ( الداعشية )، علماً أن منطقة المقابر شهدت قبيل التحرير معارك كَرٍّ وفر أدّت إلى بعثرة بعض القبور.
على مستوى أسواق المدينة أتمَّت تلك الأسواق جاهزيتها لطرح السلع والألبسة التي تهافت عليها الناس ليعودوا بذلك إلى سابق عهدهم (عيد جديد ولباس جديد وفرحة بالنصر).
لقد شهد هذا العيد عودة نساء دير الزور إلى إعداد الحلويات الخاصة بالعيد وأهمها (الگليجة) التي تعد حلويات ديرية بامتياز، تزامن هذا مع التحسن الملحوظ في الكهرباء ووفرة جيدة لمادة الغاز المنزلي ومكونات تلك المعجنات مع ذاك الارتياح الملحوض بين السكان وكل هذا ساعد على عودة النكهة القديمة للعيد .
ورغم التحذيرات من انتشار وباء كورونا إلا أن المدينة شهدت وجوداً لا بأس به لألعاب العيد حيث تم زرع الأراجيح في بعض النقاط المركزية للمدينة إضافة إلى طرح ألعاب الأطفال ليكون الطفل وممارسته للفرح واللعب بلباسه الجديد تأكيداً واقعياً على أن العيد الذي كان أصبح واقعاً جميلاً من جديد .
أخيراً يبقى منغصاً لا مفر منه يتمثل بارتفاع الأسعار وارتفاع في أسعار ملابس الأطفال وطرح مزعج للمسدسات الخطرة وأهمها مسدسات الخرز، وهذا ما كدَّر من صفو العيد بعض الشي رغم أن المشافي لم تشهد حالات اسعافية خطرة تذكر نتيجة لإصابات أطفال بتلك المسدسات وهو ما ورد على لسان مدير الصحة الدكتور بشار شعيبي الذي أكد جاهزية المشافي واستنفار طواقمها الطبية لاستقبال كافة الحالات الواردة أثناء فترة العيد .