دمار كبير في شبكات كهرباء غزة.. والمقاومة تستهدف مصنع كيماويات “نير عوز”
ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر إلى 119 شهيداً بينهم 31 طفلاً إضافة إلى إصابة أكثر من 800 بجروح، وقالت مصادر صحية فلسطينية: إن الطواقم الطبية انتشلت جثامين خمسة شهداء من تحت أنقاض المنازل التي قصفها طيران الاحتلال في بيت لاهيا شمال القطاع وحي الشجاعية شرقه كما نقلت أكثر من 50 إصابة إلى مستشفيات القطاع ما يرفع عدد الشهداء إلى 119 بينهم 31 طفلاً والجرحى إلى أكثر من 800.
كما تعرّضت شبكات الكهرباء في القطاع لدمار كبير بسبب القصف الإسرائيلي، حيث تعطلت أربعة خطوط كهرباء رئيسية من جراء غارات طيران الاحتلال، بينما تواجه محطة توليد الكهرباء الوحيدة تهديدا بالتوقف الوشيك بسبب عدم التمكن من إدخال الوقود من جراء تشديد الاحتلال حصاره البري على القطاع ومنعه إدخال الوقود والمواد الغذائية والطبية.
ويهدد استهداف الاحتلال منظومة الكهرباء في القطاع العمل في المشافي التي تفتقر إلى الكميات الكافية من الوقود كما يؤثر على إمدادات المياه للفلسطينيين وعلى عمل محطات الصرف الصحي ما سيؤدي إلى تداعيات صحية كارثية.
ويروي محمد الزعانين من مدينة بيت حانون شمال القطاع جانباً من جرائم الاحتلال، قائلاً: إن قوات الاحتلال قصفت بالصواريخ والمدفعية المدينة وكل المناطق الشمالية من القطاع وتحوّل كل ما حولنا لكتلة من اللهب مع أصوات انفجارات ضخمة دمرت العديد من المنازل ونشرت الخوف والهلع في صفوف الأطفال والنساء، فيما يتحدث محمد المدهون من بيت لاهيا شمال القطاع، وهو أحد أصدقاء أسرة الطناني التي استشهد جميع أفرادها بقصف للاحتلال عن تفاصيل مرعبة عن مجزرة الاحتلال بحق الأسرة، حيث يقول: بعد يوم من البحث تحت الأنقاض تم العثور على جثامين ستة شهداء هم الأب وزوجته وأطفالهما الأربعة 4 و5 و6 و7 أعوام وإخراج أشلائهم من تحت ركام المنزل الذي تمت تسويته بالأرض.
محمد العطار يقول بدوره: انهالت علينا الصواريخ من كل جانب وانهار المنزل غرب بيت لاهيا.. لهب كثيف تصاعد من المكان واختلط بغبار المنزل .. كنت قريبا من المنزل.. ارتطمت بأحد الجدران من شدة القصف وأصبت برضوض في جسدي. ويتابع: بحثت مع الجيران بين ركام المنزل فوجدت زوجة أخي وأطفالها الثلاثة البالغة أعمارهم عاماً و6 و7 أعوام شهداء.. ما حدث جريمة ضد الإنسانية لهذا الاحتلال الذي يواصل عمليات الإبادة بحق الأطفال والنساء ويقتل أسرا بأكملها بينما المجتمع الدولي ومنظماته لا يحرك ساكنا لوقف جرائم الاحتلال.
المسعف يسري المصري أوضح أن فصول العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة تتالت فقد قصفت قواته بالمدفعية عشرات المنازل في قرية أم النصر وتناثرت أشلاء الأطفال والنساء وكبار السن فيها وتم انتشال أربعة جثامين شهداء من تحت ركام المنازل التي تعرضت للقصف مضيفا: ما حدث في قرية أم النصر لا يتصوره عقل ففي كل منزل تعرض للقصف المدفعي كنا نجد شهيداً أو جريحاً.. الأشلاء تناثرت في المكان والدماء في كل ركن.. ما حدث مروع.
الباحث الحقوقي حسين حماد أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة باستهدافها وقصفها المنازل السكنية وتدميرها على رؤوس ساكنيها في انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين مشيراً إلى أن ارتكاب الاحتلال المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين يعد استخفافا بالمحكمة الجنائية الدولية ما يتطلب منها الإسراع بفتح تحقيق في هذه الجرائم والمجاز ومحاسبة المسؤولين عنها.
ورداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين جددت المقاومة الفلسطينية قصفها بالصواريخ المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين في محيط قطاع غزة المحاصر وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وقصفت بطائرة “شهاب” المسيّرة، مصنع كيميائيات في مستوطنة “نير عوز” المقامة على أراضي الفلسطينيين في محيط قطاع غزة المحاصر، وأطلقت رشقات من الصواريخ على مستوطناته في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أعلنت، يوم أمس الخميس، في بيان لها أنها أدخلت سلاحاً جديداً إلى الخدمة في معركة “سيف القدس”، إذ استهدفت بعددٍ من “الطائرات المسيّرة الانتحارية”، من طراز “شهاب”، المحلية الصنع، منصةَ الغاز في عرض البحر قبالة ساحل شماليّ غزة، يوم الأربعاء، وقصفت “حشوداً عسكرية على تخوم قطاع غزة ظهر أمس الخميس”.