مجلة البعث الأسبوعية

من هو رئيس سورية القادم؟

د. ياسر حورية

سؤال يطرحه بعض الناس في جلساتهم ولقاءاتهم: من ننتخب؟ من هو رئيسنا القادم؟ سؤال طرح بعد أن أعلنت المحكمة الدستورية العليا أسماء المرشحين للرئاسة، وهم السادة: عبد الله سلوم عبد الله، بشار حافظ الأسد، محمود أحمد مرعي؛ ومع فائق الاحترام والتقدير للمرشحين الثلاثة، ومؤهلاتهم وخبراتهم ومشاريعهم للسنوات السبع القادمة، من حق المواطن وواجبه أن يختار، فعلى ماذا يبني اختياره؟

يُبنى الاختيار على روائز ومعايير عديدة متنوعة، أهمها: الشخصية القيادية، التأهيل الأكاديمي، الثقافة والمعرفة، التاريخ السياسي والإداري للمرشح وخبراته، المشروع الانتخابي؛ فإذا انطلقنا من هذه المعايير انطلاقاً مبدئياً في قراءة مؤهلات المرشحين الثلاثة، قراءة تقدر إمكانات كل منهم وتحترمها، وجدنا أن السيد بشار الأسد يبقى المرشح الأقوى والأكثرشعبية على مساحة الجمهورية العربية السورية، ويبقى الشخصية القيادة المجرّبة والمخضرمة في عالم السياسة والإدارة.

لقد وقف السيد الرئيس بشار الأسد شامخاً كشجرة السنديان خلال الحرب الظالمة على سورية، رافضاً كل المغريات، متمسكاً بعهده لأبناء سورية، ودافع قائداً ومحارباً عن تراب الوطن السوري كاملاً، وانتصر على كل المشاريع الإرهابية التي خططت لها الدوائر الاستخبارية الغربية والأمريكية مستعينة ببعض العرب في تنفيذ العدوان الواسع على سورية.. عدوان دُرس في مراكز أبحاث جيوسياسية، وشارك فيه مرتزقة من أكثر من ثمانين دولة في العالم، قام الذين جندوهم ومولّوهم ودربوهم، بإدخالهم خلسة إلى الداخل السوري؛ ولكن بشار الأسد انتصر، وانتصر، وانتصر انتصاراً يُعدُّ مُعجزة حقيقية أذهلت مخططي العدوان الإرهابي ومفكريه؛ ولم يكن لديهم أدنى شك في أن سورية العربية، القومية، المتمسكة بحقوق الشعب العربي، ذاهبة إلى التفتت والتقسيم؛ وقد فاتهم ما يتمتع به القائد الأسد من شعبية ومحبة وولاء، وما في قلبه من ايمان بسورية.. وهكذا انتصر الأسد، وبقيت سورية واحدة موحدة، أرضاً وشعباً، وسيشمل هذا النصر الأراضي السورية كافة بإذن الله، بعد أن يُجبر المتطفلون والمتدخلون في الشأن السوري على الرحيل. إن انتصار سورية حفظها من التفتيت والتقسيم، وجمع ووحد كل أبناء سورية تحت راية السيد الرئيس بشار الأسد الذي بات رمزاً للوحدة الوطنية.

لقد عرفت السيد الرئيس عن قرب، وأعرف حق المعرفة الجهود الكبيرة التي يبذلها لراحة أبناء شعبه، وللحفاظ على حقوقهم الوطنية المشروعة، وهو الذي يطالب في كل لقاءاته واجتماعاته مع قيادات الحزب، ومع الحكومة، بتأمين مستلزمات العيش الكريم لأبناء سورية على الرغم من الحصار الظالم، ويؤكد أهمية تطبيق القانون في وزارات الدولة ومؤسساتها كافة، وألغى الاستثناءات التي باتت عُرفاً في مجتمعنا؛ وهو الطبيب الذي سيعيد لسورية مكانتها وقوتها الاقتصادية والعسكرية، خفّاقة الرايات يتابع فيها جيشنا الباسل الذود عن تراب الوطن وأهله؛ وهو من يحمل في الوجدان والعينين ذكراً لا يغيب لمن رووا بدمائهم تراب الوطن، وهم الشموع التي أضاءت سماء الوطن نبلاً وشرفاً وتضحية – شهداؤنا الأبرار – مهتماً بعائلاتهم وذويهم، كما يهتم بجرحى الوطن لإيمانه العميق بتقدير التضحيات التي قدموها، والتي لولاها لما كنا كما نحن اليوم.

أما في مضمار الخبرة والحنكة السياسية، فالمتابع لمسيرة السيد الرئيس بشار الأسد يعرف تماماً قدراته على التحليل وتقدير المواقف، انطلاقاً من المصلحة الوطنية لأبناء سورية، فإن استمعت إليه يناقش وجدته مقنعاً تماماً، مشبعاً بحب الوطن السوري، وحريصاً على تبني ودعم القضايا العربية التي تمس مصالح أبناء الأمة العربية، مدافعاً عنها دفاعاً ذا قوة وإصرار في زمن التخاذل العربي، وهو الذي نراه بيننا في ساحات العمل متواضعاً هَمُّه بناءُ سورية الحديثة لأبناء سورية، وهو الخبير الذي يُحسن التعامل مع الواقع وتكييفه للمصلحة الوطنية؛ وها هي المراسيم والقوانين التي تعزز المصلحة الوطنية وتحمي الوطن والمواطن تصدر تباعاً، وما على الحكومة إلا تطبيق القوانين لمصلحة الشعب السوري.

كلنا نعرف، والأرقام تؤكد، أن الفترة التي سبقت الحرب الظالمة على سورية، وأبنائها كانت فترة أمن وأمان، ورخاء وتنمية، وسيادة وكرامة، وكان الاقتصاد الناجح الذي انعكس رفاهية على حياة جميع السوريين، وبناء لقواتنا المسلحة وتهيئتها لاسترداد الحقوق الوطنية، ولمتابعة حملها راية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشريف.

في تلك الفترة المهمة من تاريخنا المعاصر، بنيت علاقات الاحترام والندية مع معظم دول العالم، وبات السيد الرئيس الشاب والطموح رمزاً للمواطن السوري؛ وبسبب ما ذكرنا، انطلق المنافقون في الغرب وأمريكا ومن معهم، ومولوا وشنوا حرباً ظالمة على سورية استمرت لعشر سنوات لم يستطيعوا فيها النيل منها؛ وها هي سورية تعود، بإذن الله، أقوى مما كانت؛ وسيُرفع الحصار عنها، وسيأتي الخائبون جميعاً، ليعترفوا بحق السوريين في تقرير مصيرهم، وفي انتخاب رئيسهم، معتذرين عما اقترفت أيديهم، مقرين بحق سورية في التعويض عما أصابها من خسائر العدوان عليها< والسيد الرئيس – كما نعلم – متمسك بالمصالحة الوطنية من أجل لمّ شمل أبناء الوطن السوري، وعودة المهجرين، لتعود سورية الأجمل والأحلى والأقوى بظل قيادته الحكيمة.

“الأمل بالعمل”، ومعك سنعمل.. سرْ بنا، سيادة الرئيس بشار الأسد، إلى مراتب العزّة والشرف، وإعادة بناء سورية لأبنائها جميعاً، فأنت خيارنا، و”سورية الله حاميها”.