أين المجتمع الدولي من حرب الإبادة؟
تقرير إخباري
تتظاهر الولايات المتحدة وحلفاؤها وبعض المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، دائماً بأنهم أصدقاء ومحبون للإنسانية ويدافعون عن حقوق الإنسان، لكنهم مازالوا صامتين إزاء الاستيلاء الإسرائيلي المستمر على الأراضي في القدس والضفة الغربية، والعدوان الإسرائيلي على غزة، وقتل الفلسطينيين المدنيين وتدمير البنى التحتية، وذلك ما يكشف نفاقهم مرة أخرى.
وهذا النفاق المطلق لما يسمّى المجتمع الدولي يساعد على استرجاع ذكريات الناس من خلال الأحداث السابقة لتحيّزهم للكيان والتغاضي عن أسوأ جرائم الصهاينة ضد الإنسانية والقتل العشوائي للفلسطينيين، فعلى مدار أكثر من سبعة عقود وحتى الآن لم يعلق الزعماء الغربيون على تسارع وتيرة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. ولا يزال العالم يتذكّر كيف أنشأت الإمبراطورية البريطانية، بالتعاون مع حلفائها الصهاينة، الكيان على أرض فلسطين، وكيف تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ ذلك الوقت بحماية ومساعدة “إسرائيل” لتصبح قوة نووية من الصفر، ولا يزال المجتمع الدولي بعيداً عن تحمّل مسؤولياته باتخاذ إجراءات فورية وجدية لوقف العدوان ووضع حدّ لانتهاكات الاحتلال، واعتبار سياسات القمع والاستخدام المنهجي المفرط للقوة وسياسات العقاب الجماعي والتهجير القسري والاعتقال التعسفي للفلسطينيين جرائم حرب تمارس من قبل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
كما أن مجلس الأمن لا يمارس مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، وإنما يعتمد معايير مزدوجة في تطبيق القرارات الدولية، وينتهج المماطلة والتسويف، فالعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عمل إرهابي تسبّب باستشهاد مئات الفلسطينيين وجرح الآلاف، إضافة إلى تدمير واسع للمنازل، واستخدام للذخيرة الحية والمطاطية في مواجهة المحتجين السلميين، ورغم ذلك فشل في عقد جلسة له.
والمجتمع الدولي يعرف جيداً ولاء الولايات المتحدة وحلفائها لـ”إسرائيل”، ويشهد استخدام حق النقض (الفيتو) المتكرّر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبشكل أعمى لإنقاذ الكيان الصهيوني من المساءلة على جرائمه ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
على الحلفاء تجنّب المزيد من الخطاب والأفعال الاستفزازية واتخاذ إجراءات تساعد على الحدّ من العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وتحقيق السلام والاستقرار على الأرض في وقت مبكر، وما قامت وتقوم به “إسرائيل” جرائم حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة، وضمّ الأراضي المحتلة انتهاك خطير لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، ويتعارض مع القاعدة الأساسية التي أكّدها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الاستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب أو القوة غير مقبول.
لن ينسى الفلسطينيون ويغفروا للمجتمع الدولي أدوارهم الظالمة وغير المشروعة في مساعدة “إسرائيل” على احتلال منازلهم وممتلكاتهم وقتلهم، وهم يدركون نفاقهم وبعدهم كل البعد عما يتظاهرون به بأنهم من المدافعين عن حقوق الإنسان ودعاة السلام!.
عائدة أسعد