شعبان: التحلي بالوعي وامتلاك الأدوات اللغوية والمعرفية لمواجهة حملات التضليل
أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أن سورية واجهت حرباً إرهابية إعلامية مضللة شرسة كان هدفها دائماً قلب الحقائق رأساً على عقب، وأن الجيش العربي السوري والشعب السوري كانا صفاً واحداً في محاربة إرهاب شرس يستهدف تدمير مؤسسات الدولة والبنى التحتية في سورية وحضارتها وهويتها.
وبينت الدكتورة شعبان في محاضرة حوارية في مدرج جامعة دمشق اليوم أنه بعد تحرير معظم الأراضي السورية من دنس الإرهاب وعجز الوكلاء الذين أوكلت إليهم هذه الحرب على سورية وشعبها حضر الأصلاء، وهم “إسرائيل” والولايات المتحدة ودول أوروبا الاستعمارية والعثماني الجديد، واحتلوا الأرض بعد فشل إرهابييهم في إنجاز المهمات الموكلة إليهم، وضيق الأمريكيون والغرب الخناق الاقتصادي على الشعب السوري ومنعوا تواصله مع الدول العربية الجارة بقوة السلاح في وجه آخر من الحرب الإرهابية المتواصلة، ولكن هذه المرة على الجبهة الاقتصادية.
وحول ما يجري في فلسطين من أحداث قالت الدكتورة شعبان “هنا كانت المفاجأة للعدو الإسرائيلي وللعالم برمته أن الكبار لم يموتوا وأن الصغار لم ينسوا لأن الكبار سلموا الأمانة والمفاتيح للصغار الذين تناقلوها وتوارثوها جيلاً عن جيل وبذات الإيمان والعقيدة” مبينة أن العدو الصهيوني فشل في كسر إرادة الفلسطينيين لأن الهبة الفلسطينية تميزت بالوحدة بين كل أطياف الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأراضي الـ 48 وفي الشتات فهبوا هبة رجل واحد ولأن المقاومين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني برمته توحد حول مرجعيته الحقيقية بالتضحية وتقديم الشهداء وعدم الانسياق وراء ما يروج له العدو من أكاذيب تهدف إلى تضليل الشعب الفلسطيني.
وأشارت الدكتورة شعبان إلى تشكل إعلام جديد في وجه الإعلام الصهيوني والغربي المضلل الذي يحاول طمس الحقيقة والمساواة بين المعتدي والمعتدى عليه وأن جرائم الاحتلال لم تصل إلى العالم بلغته الكاذبة والمنمقة بل وصلت مباشرة من خلال المراسلين الأحرار الذين غادروا المكاتب المهدمة وعملوا على كل وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الحقائق كما هي إلى كل المهتمين والداعمين للحق الفلسطيني، مشيرة إلى تنادي أحرار العالم لنصرة فلسطين من برلمانيين إلى فنانين ومثقفين وسياسيين. وأوضحت شعبان أن الدرس المستفاد الان هو أن استراتيجية العدو تقوم على التفريق بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة وعلى تقسيمهم إلى طوائف وشيع ومذاهب وأعراق، وأن الرد الحاسم على هذه الاستراتيجية هو وحدة الفلسطينيين والتفافهم حول قضيتهم المركزية ووحدة العرب وإيمانهم أنهم واحد وأن مصيرهم واحد وأن قوتهم في وحدتهم وأن كل ما يوحدهم هو صحيح وكل ما يفرقهم هو خطأ.
وعن المواقف الغربية أشارت الدكتورة شعبان إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغربيين بأنهم يؤيدون حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها أمر يثير الشفقة والاشمئزاز. وقالت مخاطبة الشباب: لا بد أن نتحلى بالوعي لوسائل الإرهاب اللغوي والفكري والسياسي وأن تكونوا أيها الشباب محصنين وممتلكين لأدواتكم اللغوية والمعرفية في وجه أعدائكم وألا تسمحوا لأحد من الطابور الخامس أن يلوث قناعاتكم مهما اشتد حجم المعاناة ومهما طال الزمن أم قصر.
وفي معرض ردها على المداخلات والتساؤلات التي قدمت من الحضور شددت الدكتورة شعبان على أولوية وأهمية تحرير المناطق في شمال شرق وشمال غرب سورية، مشيرة إلى أن تركيا وألمانيا منعتا الناخبين السوريين من الإدلاء بأصواتهم لأنها كانت ستكشف زيف ادعاءاتهما بالتشدق بالديمقراطية.
وأشارت الدكتور شعبان إلى أهمية الإعلام والدور المحوري الذي يلعبه في توجيه الرأي العام، وإلى ضرورة إقامة ورشات عمل تدريبية على المهارات الإعلامية ومهارات التواصل لجيل الشباب عموماً وللشباب الجامعي على وجه الخصوص.
حضر اللقاء الذي دعا إليه فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد الوطني لطلبة سورية على مدرج الجامعة الدكتور خالد الحلبوني أمين فرع جامعة دمشق للحزب وأعضاء قيادة الفرع ودارين سليمان رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين ونوابه ومعاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور شكري البابا.