محاضرة بعنوان “معاً من أجل القدس”
دمشق ــ سمر سامي السمارة
أكد نايف القانص، رئيس مكتب الاتصال القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي – الأمين القطري المساعد في اليمن، في محاضرة ألقاها أمس السبت في المركز الثقافي العربي في الميدان بعنوان “معاً من أجل القدس” أن علاقة اليمن بفلسطين علاقة تاريخيه عبر الزمن، وأن ما يربط فلسطين باليمن رابط عظيم لا تستطيع الجغرافيا ولا المساحة الفاصلة بين البلدين أن تمحيه أو تُلغيه.
وأشار إلى أن ما تجسده المواقف اليمنية نحو فلسطين يعطي مؤشرات واقعية بأنَّ فلسطين هي جزء من مُكَونِ الروح اليمنية، وأن ما لا يختلف عليه اثنين هو الموقف الجمعي الثابت من القضية الفلسطينية، والتي تعتبر الهم الأول لدى عامة الشعب اليمني، مؤكداً أنه برغم اشتداد العدوان على اليمن وتكالب الأعراب مع الصهيونية والقوى الإمبريالية بقيادة أمريكا وبريطانيا لتدمير اليمن طيلة سبع سنوات لم يتغير الموقف اليمني تجاه فلسطين، بل على العكس، زادهم يقيناً بأنهم في الموقف الصحيح، وما خروج الملايين تحت قصف الطيران في كل مناسبة تخص فلسطين إلا دليل قاطع بأن هناك ما هو أكثر من كل ما ذكر يشد اليمن واليمنيين نحو فلسطين والعكس.
كما نوه إلى أن الحرب على سورية كشفت المخططات وعرت ربيع الصهيونية، فقد كانت سورية نموذجاً لفضح ذلك الربيع الزائف المدعوم من قبل قوى الرجعية العربية ومن خلفهم الكيان الصهيوني ودول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي استجلبت كل قوى الإرهاب العالمية وزجت بها إلى سورية التي خاضت حرباً عالمية وواجهت أكثر من ثمانين دولة، ومجرمي الإرهاب العالمي بسبب رفضها لسياسة الإذلال والهيمنة والتسليم لقوى الاستكبار العالمي والتخلي عن القضية الفلسطينية والتسليم لسياسة المحتل وعمل تسوية مذلة تحقق للكيان الصهيوني الأمن والاستقرار.
كما تحدث عن الثمن الكبير الذي دفعته سورية بسبب موقفها، ليس نيابة عن العرب فحسب، بل عن الإنسانية جمعاء، فلولا سورية لكان الإرهاب اليوم مسيطراً على ثلث الكرة الأرضية.
وفي معرض كلامه، تحدث عن الثمن الكبير الذي دفعته اليمن أيضاً، مشيراً إلى أنه برغم فداحة هذا الثمن، إلا أنه رخيص مقابل العزة والكرامة وتحرير الأرض والإنسان، حيث وجدت اليمن نفسها جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة الذي يرى نقطة ارتكازه في فلسطين وقوته في سورية ولبنان والعراق وقيادته في إيران تلك الجمهورية الإسلامية الأولى في العالم المبادرة منذ أول يوم من قيامها بوضع بوصلتها باتجاه فلسطين إذ قامت بإغلاق ومصادرة سفارة الكيان الصهيوني وتسليمها للدولة الفلسطينية لتصبح سفارة فلسطين.
ثم انتقل للحديث عن حضور وموقف الشعب اليمني الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، الذي تجلى بكل وضوح، مع تغير الخارطة السياسية اليمنية بعد سيطرة قوى ثورة 21 أيلول المعروفة برفضها القاطع للممارسات والسياسات الأمريكية والصهيونية والأنظمة الرجعية العربية التي تريد حرف بوصلة العداء عن الكيان الصهيوني نحو عدو وهمي للأمة العربية – إيران – وبما يخدم الكيان الصهيوني الغاصب، فاليمن وفلسطين يتشاطران مرحلة نضال وكفاح مشترك منذ أن وطأة أقدام الصهاينة أرض فلسطين.
وختم السفير محاضرته بالحديث عن الأنظمة العربية التي تهرول نحو التطبيع، وهي خطوات لا تلبي مواقف الجماهير العربية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، مؤكداً أن الدول التي عوقبت مع شعوبها هي التي وقفت مع المقاومة والشعب الفلسطيني كما حدث هنا في سورية وكما يحدث في اليمن وما يتعرض له لبنان من عقاب نتيجة عدم تخليه عن المقاومة والتفافه الشعبي مع حزب الله والقوى الرافضة للاستسلام للرغبات الغربية وقوى الرجعية العربية وما يتعرض له العراق من دمار منذ 1990 وكذلك حصار الجمهورية الإسلامية الرافد الأقوى لمحور المقاومة.