الانتخابات السورية تحرج الغرب
الدراسات
على عكس الانتخابات الرئاسية السورية التي جرت في عام 2014 ، وتمّت في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت الجماعات الإرهابية المدعومة من قوى إقليمية ودولية تنتشر على مساحات واسعة، والجيش العربي السوري يواجه حرب استنزاف غير نظامية، ولم تكن روسيا قد تدخلت بعد عسكرياً إلى جانب الحلفاء الآخرين. وعلى الرغم من ذلك، فقد حصل المرشح بشار الأسد على 88% من إجمالي أصوات الناخبين الذين تمكّنوا من الإدلاء بأصواتهم، وفاز بالانتخابات الرئاسية.
أما هذه المرة، فإن الانتخابات ستُجرى في ظل ظروف أفضل نسبياً بكثير عن سابقتها، فقد تمّت هزيمة الجماعات الإرهابية، كما استطاعت الدولة الوطنية استرداد السيطرة على معظم الأراضي السورية، وتمّت إعادة المهجّرين إلى بلداتهم وقراهم، وما رافق ذلك من تهيئة البنية التحتية اللازمة لعودتهم.
اليوم، من المتوقع بدرجة عالية أن تضع نتائج الانتخابات الأطراف الإقليمية والدولية الضالعة في الأزمة السورية أمام مسؤولياتها، وتدفعهم لمراجعة مواقفهم، بل ربما تدفعهم نحو مناشدة الدولة السورية الإسراع في تسوية الأزمة في إطار وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، كما كانت تطالب الحكومة السورية عبر المحافل الدولية.
لا شك أن الانتخابات لها دلالات كثيرة، ومن أهمها أنها تحمل الشرعية القانونية والدستورية لإقامتها في موعدها، وهي بالتالي ستكون السدّ أمام جميع طرق تدمير الدولة السورية التي سعى إليها الغرب من أجل الإطاحة بكل الحلول والمسارات التي تبحث عنها سورية. كما أنها، ضرورة قصوى لأن أي حلّ أو مسار آخر غير الانتخابات سيصبّ الزيت على النار، في وقت بات فيه الغرب عاجزاً عن تقديم أي حلّ أو حتى رؤية لحل الأزمة السورية.