الرأي العام ينقلب ضد الكيان الصهيوني
ترجمة: هناء شروف
هناك بالفعل العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لكن لم يتمّ تنفيذها بسبب الولايات المتحدة وحلفائها. هم يتشدقون بالكلام لمصلحة قضية الدولة الفلسطينية، لكنهم يرفضون السماح بأي آلية للتنفيذ.
من بين هذه الآليات التي يجب تفعيلها هي تصريحات الإدانة للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، وفرض العقوبات، وتجميد الأصول على الممتلكات المرتبطة بالمستوطنات غير القانونية، ووقف مبيعات الأسلحة للكيان، ورفض التعامل مع الكيانات التي تسهم في الاحتلال.
قد يكون هذا مكلفاً سياسياً في العواصم الغربية، وخاصة في واشنطن، لكنها قد تكون الطريقة الوحيدة لتحقيق الحلّ لاحتلال دخل الآن عقده الثامن، ولا يظهر سوى القليل من الدلائل على نهايته أو أن يصبح أقل تدميراً.
صحيح أن المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تستكن على مدى العقود الأخيرة، لكن الحرب هذه المرة تردّد صداها في جميع أنحاء العالم بشكل مختلف تماماً، فقد أوضحت على الأقل الحقيقة القاسية التي مفادها أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الصراع العالمي المتأجّج هو من خلال المؤسسات الدولية.
أنهى وقف إطلاق النار الحرب المدمرة التي استمرت 11 يوماً، تحمّلت فيها القوة المحتلة كارثة إستراتيجية لجهة الفشل الذريع. لقد اعتقدت “إسرائيل” أنها أنهت القضية الفلسطينية كلياً، وأنها جعلت الفلسطينيين غير مهمّين، لكن ما حصل أكد حماقة هذا الوهم. وحتى فكرة أن ما حدث في غزة سيحظى بالاهتمام الدولي لفترة قصيرة وسيزول بسرعة، كما يحدث دائماً في أي هجوم “إسرائيلي” على غزة، إلا أن الواقع غير ذلك على الإطلاق، لأن الكثير من المراقبين يتساءلون عما إذا كان قد تمّ الوصول إلى نقطة تحول في الأسبوعين الماضيين في الطريقة التي يُنظر بها إلى الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني في جميع أنحاء العالم وخاصة في الغرب.