نصر الله: غزة صنعت معادلة جديدة.. الأقصى والقدس مقابل مقاومة مسلحة
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الدعم السوري بأشكاله المتنوعة كان أحد العوامل المهمة في الانجاز الذي تحقق بانتصار المقاومة عام 2000، موضحاً أن صمود محور المقاومة شكل الرافعة الأساسية للانتصار الأخير في فلسطين المحتلة. وقال السيد نصر الله في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير: “من العوامل المهمة لانتصار 2000 الدعم السوري بأشكاله المتنوعة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي استمر مع السيد الرئيس بشار الأسد” موضحاً أن التحرير الذي أنجز في الـ25 من أيار هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من العمل والمقاومة والتضحية من قوى كثيرة بينها شهداء الجيش العربي السوري.
وبين السيد نصر الله أن التحرير في عام 2000 وضع العدو والصديق والقضية الفلسطينية والصراع أمام مسار استراتيجي مختلف وأسس لزمن الانتصارات. وأضاف: “بتنا من الآن نحتفل في أيار بانتصارين عظيمين الـ 25 من أيار 2000 والـ 21 من أيار 2021 الانتصار في غزة” مؤكداً أن محور المقاومة تجاوز أصعب عشر سنوات في تاريخه بفضل صموده، حيث تذهب سورية غداً إلى انتخاباتها مؤكدة حضورها السياسي واستقلال قرارها، فيما يشهد لبنان صموداً واستقراراً رغم البعد الاقتصادي والمالي والمعيشي الصعب وصولاً إلى إيران التي تتجاوز العقوبات والحصار المفروض عليها وتتجه لانتخابات قريبة.
وأضاف السيد نصر الله: إنّ دخول القدس في دائرة تهديد خطر “دفع قيادة المقاومة لاتخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد”، معتبراً أنّ “سبب المعركة الأخيرة، حماقة قيادة العدو وغطرستها واستخفافها بالمقاومة والخطأ في حساباتها”، وأشار إلى أنّ “التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات”، مضيفاً: إنّ “أهم خطأ في تقدير العدو أنه لم يخطر على باله أن غزة ستُقدم على قرار تاريخي ضخم”.
خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو
السيد نصر الله رأى أنّ “غزة فاجأت الصديق والعدو في قرارها تنفيذ تهديدها رداً على ما يقوم به الاحتلال في القدس”، مضيفاً أنّ “ما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو يجب أن تقدّر عالياً”.
وفي هذا الإطار، لفت السيد نصر الله إلى أنّ “التطوّر التاريخي في معركة “سيف القدس” أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة”، لافتاً إلى أنّ “أهل غزة ومقاومتها كانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى”، وأوضح أنّ معركة “سيف القدس” أظهرت أمراً يجب على الصهاينة أن يفهموه وهو “إعادة النظر في تقديراتهم”.
لا معنى لخطوط حمر أو مصطنعة
وتوجّه الأمين العام لحزب الله للإسرائيليين، قائلاً: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”، وقال: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمقدسات مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”، مضيفاً: “على الإسرائيليين أن يفهموا أن المساس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة”، واعتبر أنّ “مقاومة غزة صنعت معادلة جديدة هي المسجد الأقصى والقدس مقابل مقاومة مسلحة”. ورأى أنّ “المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي التالية القدس يعني حرب إقليمية”، موضحاً أنه “حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه”. وتابع: “عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أو مصطنعة”.
كما لفت السيد نصر الله إلى أنّ “كل العالم شعر في المعركة الأخيرة أنه أمام شعب فلسطيني واحد يتحرّك بنفس واحد نحو هدف واحد”، وأكد أنّ معركة “سيف القدس” أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الإعلام، ورأى أنّ من نتائج “سيف القدس” إحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض. وقال: إنّ “المعركة وجهت ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها”، وأضاف: “نستطيع القول بوضوح أن صفقة القرن سقطت وتلاشت”.
كما من نتائج المعركة، حسب السيد نصر الله، “إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل لا سيما كنظام فصل عنصري وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدو الحقيقي”، وأضاف: إنّ من نتائج “سيف القدس” دخول قطاع غزة إلى داخل كل المعادلة الفلسطينية وهو تطور عظيم في المعركة، وتابع: “من إنجازات المقاومة الأخيرة في غزة القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقاً”، معتبراً أنّ المعركة الأخيرة “أظهرت قدرات صاروخية مختلفة للمقاومة لجهة النوعية والكمية والمديات”، وأشار إلى أنه “عندما يصبح الإسرائيلي يشعر بانعدام الأمن في كل فلسطين أهون ما يمكن أن يقوم به هو الرحيل”.
إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج
كما ذكر السيد نصر الله أن من أهم إنجازات معركة “سيف القدس” شلّ أمن الكيان الإسرائيلي “وهو إنجاز عسكري لا سابقة له، فضلاً عن إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج، وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48، وهذا جوهري ووصفه العدو بالتهديد الوجودي”، وأضاف: إنّ “من نتائج المعركة فشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وهو يعبّر عن فشل استخباراتي”، مضيفاً: “لو كانت القبة الحديدية ناجحة لكان تفاخر بها نتنياهو وسوّق لها في كل مكان”.
كما ذكر أنّ من النتائج “الفشل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم يطلق بعد والفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48”. كما من “أهم مظاهر الفشل الضياع، إذ إن “إسرائيل” ذهبت إلى هذه المعركة وهي ضائعة”، وأكد أن “أهم مظاهر الفشل في المعركة الأخيرة عدم إقدام العدو على خوض حرب برية”، مشدداً على أن “تهيّب أقوى جيش في المنطقة من الدخول في حرب برية هو فشل استراتيجي وليس مجرد فشل عادي”.
لا تخطئوا التقدير مع لبنان كما فعلتم مع غزة
كما أكد الأمين العام لحزب الله أنه لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية، وأضاف مخاطباً الصهاينة: “لا تخطئوا التقدير مع لبنان كما فعلتم مع غزة مع العلم أن وضعنا مختلف”، وذكر أنّ المقاومة في لبنان هي في موقع قوي حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي، وتابع: إنه “يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان، مشيراً إلى أنّ “دم الشهيد محمد طحان صبرنا عليه لكننا لن نتركه ويضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله: إنّ “مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية هي مشكلة داخلية بحتة”، كما أوضح أنّ “طريقان لا ثالث لهما في تأليف الحكومة إما اتفاق الرئيسين عون والحريري أو مساعدة الرئيس بري”.