العلاقات الروسية الأوروبية نحو مزيد من التدهور
تقرير إخباري
خلال مقابلة مع صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العقوبات أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد الكيانات والأفراد في روسيا قائلاً: “إن سياسة الاتحاد الأوروبي لاحتواء روسيا تتزايد، وتتواصل محاولاته للتدخل في سياسة البلاد الداخلية لروسيا، وأن روسيا لا ترغب في عزل نفسها عن شؤون العالم، إلا أنها ستكون مستعدة لذلك، فمن يرغب في السلام فعليه الاستعداد للحرب”.
كما حمّل الاتحاد مسؤولية انهيار بنية التعاون مع روسيا، في الوقت الذي كانت تحاول فيه روسيا التعاون في المجالات التي تتلاقى فيها مصالح الجانبين. فالاتحاد الأوروبي اعتبر أن احتواء روسيا أولوية له، وعليه قلّص الاتحاد التعاون على المجالات التي تهمه وتلبي مصالحه.
ومن الجدير بالذكر أن لافروف أكد بعد مباحثات مع نظيره الأرميني آرا ايفازيان في يريفان مؤخراً، أن الاتحاد الأوروبي يتحمّل مسؤولية تقويض العلاقات بالكامل مع روسيا من خلال توجيه العقوبات ضد موسكو دون وجود أية أدلة، كما هو الحال في قضية اليكسي نافالني.
وبدورها انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مواقف الدول الغربية حيال حادث الهبوط الاضطراري لطائرة “رايان إير” الإيرلندية في مطار العاصمة البيلاروسية مينسك، ووصفت مواقف تلك الدول التي تدّعي الديمقراطية بالصادمة.
وفي السياق نفسه أكدت وزارة الخارجية البيلاروسية أن الدول الغربية قامت بتسييس عملية الهبوط الاضطراري لطائرة شركة “رايان إير” على أراضيها، بينما كان موقف سلطات بيلاروس يتوافق مع القواعد الدولية، حيث دعت إلى التروي قبل البتّ في عملية الهبوط الاضطراري وتعاملت مع الحادثة من وجهة نظر أمان وسلامة الطيران بعد تلقي إنذار بوجود عبوة ناسفة على متن الطائرة.
يبدو أن العلاقات الروسية الأوروبية تتجه بشكل ملحوظ نحو مزيد من التدهور، وخاصة بعد الإجراءات التعسفية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس كبار، ومحاولات التدخل المتكررة في الشؤون الداخلية والخارجية لروسيا، وهو ما اعتبرته موسكو خطوة تهدف إلى خوض تحدّ مفتوح لاستقلالية السياستين الداخلية والخارجية الروسية.