مجلة البعث الأسبوعية

“البحصة” وأنواعها.. أسبابها مُتعددة وأعراضها لا تُحتمل!!

حصوات الكلى أو كما تسمى شعبياً في بعض الدول بـ “البحصة” هي عبارة عن رواسب صلبة مكونة من معادن وأملاح تتشكل داخل الكليتين لأسباب مختلفة، منها النظام الغذائي والوزن الزائد، وأحياناً تتكون بسبب تناول بعض الأدوية.

والجزء الصعب من الإصابة بحصى الكلى هو انتقالها من الكليتين إلى المسالك البولية، ما يدفعها للتبلور والتسبب في آلام غير محتملة للشخص المريض، وفي بعض الأحيان قد تتطلب تدخلاً جراحياً لإزالتها.

ولكن في الوقت ذاته يمكن ألا تُسبب تلك الحصى أي أضرار في حال تمّ اكتشافها في وقت مبكر، وهو ما سنساعدكم فيه اليوم في حال كانت لديكم شكوك في الإصابة بها.

 

أسباب حصوات الكلى

غالباً ما يكون لحصى الكلى أسباب وعوامل متعددة، مثل النظام الغذائي، فتناول الكثير من الخضراوات مثل السبانخ والشوندر والبروكلي يمكن أن يسبب الحصى، بسبب احتواء هذه الخضار على كميات عالية من الأكسالات (حمض الأكساليك)، وهي مركبات تتحد مع الكالسيوم لتشكيل الحصى.

فعندما يتم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأكسالات بكميات معتدلة، فإن الأكسالات تفرز في البول، ولكن في بعض الأحيان يتم تناول كمية كبيرة منها، بحيث يصعب خروجها جميعها، وبالتالي تتحد مع الكالسيوم مشكّلة الحصى.

من الأسباب الأخرى أيضاً الإفراط في تناول الملح، إذ يؤدي ارتفاع الصوديوم إلى زيادة مستويات الكالسيوم ونضوب مستويات السترات في البول، ومن المعروف أن السيترات يمنع تكون الحصوات، لذلك تصبح احتمالية الإصابة بهذا المرض أكبر.

وتشير الدراسات إلى أن تقليل تناول الملح إلى ما لا يزيد عن 1200 ملغم يومياً، إلى جانب الحد من تناول البروتين، يقلل من تكوين حصوات الكلى المتكررة بمقدار النصف بين الأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى المزمنة.

كما توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بألا يأكل عامة الناس أكثر من 2300 ملغم من ملح الطعام يومياً.

وهناك أسباب أخرى مثل الإفراط في تناول اللحوم، والإفراط في تناول السكر، والإفراط في شرب القهوة، وتناول كمية قليلة من الكالسيوم، والإصابة بأمراض هضمية، والوزن الزائد، وتناول فيتامينات A وD، وأدوية المضادات الحيوية، والوراثة.

 

أعراض حصوات الكلى

عادةً لا تتسبب حصوات الكلى في ظهور أعراض حتى تتحرك داخل الكلى أو تنتقل إلى الحالبين- الأنابيب التي تربط الكلى والمثانة.

وعندما تستقر في الحالبين فقد تمنع تدفق البول وتتسبب في تورم الكلى وتقلص الحالب، ما قد يتسبب بشعور مؤلم للغاية، وفي هذه المرحلة قد تواجه العلامات والأعراض التالية:

– آلام حادة في الظهر والجوانب وأسفل الضلع

– آلام حادة أسفل البطن والفخذ

– آلام على شكل نوبات متقلبة الشدة

– آلام وحرقان أثناء التبول

وقد تشمل العلامات والأعراض الأخرى ما يلي:

– البول الوردي أو الأحمر أو البني

– بول عكر أو كريه الرائحة

– التبول أكثر من المعتاد أو التبول بكميات صغيرة

– استفراغ وغثيان

– حمى وقشعريرة

 

أنواع حصوات الكلى

تساعد معرفة نوع حصى الكلى في تحديد سببها، وقد تعطي أدلة حول كيفية تقليل خطر الإصابة بها، وتشمل أنواع حصوات الكلى ما يلي:

– حصوات الكالسيوم

معظم حصوات الكلى عبارة عن حصوات الكالسيوم، وعادة ما تكون على شكل أكسالات الكالسيوم، وهي مادة يصنعها الكبد يومياً أو يمتصها نظامك الغذائي، وكما قلنا تحتوي بعض الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى المكسرات والشوكولاتة على نسبة عالية من الأكسالات.

وقد تظهر حصوات الكالسيوم أيضاً على شكل فوسفات الكالسيوم، وهذا النوع من الحصوات أكثر شيوعاً في حالات التمثيل الغذائي، وقد يرتبط أيضاً ببعض الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع النصفي.

– حصوات الستروفيت

تتشكل حصوات الستروفيت استجابةً لعدوى المسالك البولية، ويمكن أن تنمو هذه الحصوات بسرعة وتصبح كبيرة جداً.

– حصوات حمض اليوريك

يمكن أن تتكون حصوات حمض اليوريك في الأشخاص الذين يفقدون الكثير من السوائل بسبب الإسهال المزمن أو سوء الامتصاص، والذين يتبعون نظاماً غذائياً عالي البروتين، والذين يعانون من مرض السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي.

وقد تؤدي بعض العوامل الوراثية أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات حمض البوليك.

– حصوات السيستين

تتكون هذه الحصوات في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب وراثي يسمى بيلة السيستين، الذي يجعل الكلى تفرز الكثير من حمض أميني معين.

 

عوامل الخطر

تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى:

الوراثة: إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بحصوات الكلى، فمن المرجح أن تصاب بالحصوات أيضاً، أما إذا كنت مصاباً بالفعل بواحدة أو أكثر من حصوات الكلى فأنت في خطر متزايد للإصابة بحصوات أخرى.

الجفاف: قد يؤدي عدم شرب كمية كافية من الماء كل يوم إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى، كما قد يكون الأشخاص الذين يعيشون في مناخات دافئة وجافة، والذين يتعرقون كثيراً هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.

أنظمة غذائية معينة: قد يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات والصوديوم والسكر إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع حصوات الكلى.

بدانة: تم ربط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وكبر حجم الخصر وزيادة الوزن بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.

 

متى ترى الطبيب

حدد موعداً مع طبيبك إذا كانت لديك أي علامات وأعراض تثير قلقك، وأطلب عناية طبية فورية إذا واجهت أياً من المشاكل التالية:

– الألم الشديد لدرجة أنك لا تستطيع الجلوس أو إيجاد وضعية مريحة.

– الألم المصحوب بالغثيان والقيء.

– الألم المصحوب بحمى وقشعريرة.

– الدم في البول.

– صعوبة التبول.

 

علاجات منزلية لحصى الكلى

قبل أن تتعرف على العلاجات المنزلية لحصى الكلى، عليك أن تعرف ألا شيء يغنيك عن زيارة الطبيب ومعرفة نوع وأسباب الحصى المصاب بها، في حين أنّ هذه العلاجات قد توفر لك بعض الراحة إلى حين زيارة العيادة.

أشرب الكثير من الماء: عندما يتعلق الأمر بالوقاية من حصوات الكلى، يُوصَى بشكل عام بشرب الكثير من السوائل، فقد يتمكن الماء من جعل الحصى أقل عرضة للتبلور وبالتالي تخفيف الآلام الناتجة عنها.

تجنب القهوة والشاي: تعد المشروبات التي ذكرناها مرتبطة بتشكل الحصى في الكلى، وبالتالي فإن التوقف عن تناولها سيخفض نسبة الإصابة بها.

زد من تناول حمض الستريك: حمض الستريك هو حمض عضوي يوجد في العديد من الفواكه والخضراوات، وخاصة الليمون، وقد يساعد تناول نسبة عالية منه في منع تشكل الحصوات.