المتاجرة بحقوق الإنسان
تقرير إخباري
كانت الولايات المتحدة خلال الـ 245 عاماً الماضية بعد إعلان الاستقلال في 4 تموز 1776، متورطة دائماً في الحروب باستثناء أقل من 20 عاماً، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى عام 2001 وقع 248 صراعاً عسكرياً في 153 منطقة حول العالم، وشنت الولايات المتحدة 201 منها، وهو يمثل 80 بالمائة من جميع الحروب في جميع أنحاء العالم، كما تم استخدام الأسلحة الكيمائية المدمرة إلى أقصى حد.
تكشف الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان في مقال بعنوان: “الكوارث الإنسانية الخطيرة التي سببتها الحروب العدوانية الأمريكية ضد الدول الأجنبية”، المآسي التي تسببت فيها الحروب العدوانية للولايات المتحدة.
يصف المؤرخ الأمريكي روبرت كاجان الولايات المتحدة بـ الأمة الخطرة، بعد تدقيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ أيامها الأولى وحتى أوائل القرن العشرين، فمنذ الاستقلال، توسعت الولايات المتحدة من 13 ولاية إلى 50 ولاية حالياً. وإلى جانب الحروب العدوانية مع المكسيك واسبانيا، كانت الولايات المتحدة متورطة أيضاً في عمليات التدخل والذبح للأمريكيين الأصليين.
حتى عندما لم تكن الولايات المتحدة بهذه القوة، فإنها لم توقف الغزو الاستعماري والنهب، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الأكبر، وأصبح من الشائع أن الولايات المتحدة تتودد إلى حلفائها لشن حروب عدوانية أو استخدام القوة لتهديد دولة أجنبية.
منذ عام 1945 إلى عام 2001 شنت الولايات المتحدة 3.6 حروب أو نزاعات مسلحة في المتوسط سنوياً، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 5.8 مليون مدني، كما أدى سوء استخدامها للأسلحة الكيميائية إلى إصابة الناس بالسرطان وفقر الدم والتسبب في كوارث بيئية هائلة، فالحروب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة هي أصل الكارثة الإنسانية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد كلفت الحروب أيضاً الشعب الأمريكي ثمناً باهظاً، فقد قتل ما يقرب من 300 ألف جندي في أراض أجنبية خلال الحروب، وتم تشخيص إصابة ثلث الجنود المتقاعدين نتيجة حروب العراق والحرب الأفغانية بأمراض عقلية أو نفسية.
تمت معارضة الحروب العدوانية الأمريكية داخل وخارج الولايات المتحدة، لكن السلطات الأمريكية تجاهلت ذلك في محاولة للحفاظ على مصالح الجماعات العسكرية والمالية.
ذكر المقال الذي نشرته الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان أن استخدام الولايات المتحدة للقوة بغض النظر عن العواقب يعكس عقلية “أمريكا أولاً”، وعقلية الهيمنة.
من جهتها، تؤكد نائبة الرئيس كاملا هاريس بشكل واضح: “كانت هناك حروب لسنوات على النفط، وخلال وقت قصير ستندلع حروب على المياه”. وعلى الرغم من أنه لم يبدو خطاباً نارياً كخطاب وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال: “لقد كذبنا، خدعنا، سرقنا…إنه يذكر بمجد التجربة الأمريكية”، إلا أنه كشف جزءاً من الأسباب الحقيقية لحروب الولايات المتحدة العدوانية وتصدير الولايات المتحدة للفوضى والعنف على مر السنين.
إن الكوارث التي جلبتها الولايات المتحدة إلى كثير من بلدان العالم تكشف الطبيعة الحقيقية لمفهوم الولايات المتحدة لحقوق الإنسان. لقد أشعلت الولايات المتحدة نيران التخريب والعنف باسم الديمقراطية باستغلال مفهوم حقوق الإنسان. كما إن التاريخ يؤكد على أن الإنسانية يجب أن تبتعد عن عقلية الهيمنة الأنانية على الطريقة الأمريكية وأن تتخلى عن الفوضى والفقر والانقسام الناجم عن الحروب العدوانية ، وأن تبني مصيراً مشتركاً للبشرية، ومن خلال القيام بذلك وحده يمكن للبشرية التمتع بحقوق الإنسان الحقيقية.