خارطة أكاديمية للنهوض بسوية تعليم اللغات الحية..
“البعث الأسبوعية” ــ حياة عيسى
جاء إحداث المعهد العالي للغات في جامعة دمشق بغية النهوض بمستوى تعليم اللغات الحية في كافة مناحي الحياة الأكاديمية في الجامعة، ولتسهيل منح شهادات الدراسات العليا والـتأهيل والتخصص في تعليم اللغات، عدا عن إقامة الدورات التدريبية والتعليمية المتنوعة وإجراء الاختبارات المعيارية في اللغات المختلفة، وخدمةً لتلك الأهداف يعقد المعهد العديد من المؤتمرات والندوات وورشات العمل التي تعزز عملية تطوير أداء هيئة التدريس ومستوى طلابه وإدارييه التنفيذية.
اختبارات لغوية
مدير المعهد العالي للغات، الدكتور علي اللحام، كشف في حديث لـ “البعث الأسبوعية” عن التطلع لتنفيذ اختبار مقدرة لغوية في اللغة الانكليزية HLIT، وفق المعيار الأوربيCEFR لأغراض تخص جامعة دمشق والجامعات الحكومية، معتمد رسمياً ومحلياً، ويستخدم للتعيين في عضوية الهيئة التعليمية في جامعة دمشق والجامعات الخاصة، وللقيد في الدراسات العليا (الدكتوراه والماجستير)، واختبار مدرسيين لتعليم اللغات الأجنبية في جامعة دمشق، مبيناً أن من الممكن أن يكون بديلاً عن الاختبارات اللغوية الدولية مثل TOEFL أو IELTS للطالب السوري محلياً، لأنه لا يقل عنها من حيث المستوى اللغوي الأكاديمي، ويوفر هذا الاختبار على الطلاب مبالغ كبيرة مقارنة برسوم الاختبارات الدولية المرتفعة نسبياً، حيث تتجاوز مئتي دولار للاختبار الواحد، إضافة إلى بدء العمل على تطوير العملية التعليمية للتحول من التعليم التقليدي أو النمطي المباشر إلى التعليم الالكترونية عبر الشابكة، مع ضمان تحقيق وتوفير كل مكونات تلك المنظومة التعليمية وتوفير إمكانيات التواصل المباشر وغير المباشر بين الطالب والمدرس، بشكل يساعد على تعزيز العملية التعليمية بمكوناتها الأساسية دون أي خلل يؤدي إلى عدم إتمام منظومة التعليم أو التدريس بشكل صحيح كون تكنولوجيا التعليم تتقدم باستمرار، وتقدم الجديد كل يوم، وحفاظًاً على التراث اللامادي، يسعى المعهد العالي للغات إلى تفعيل مخبر التوثيق اللغوي الذي افتتح في العام 2016 مركزاً على ثلاث لغات رئيسة (هي الآرامية والكردية والأرمنية)، ومحاولة إضافة اللغة السريانية ضمن نطاق اللغات المستهدفة، علماً أن تفعيل المخبر من شأنه أن يلعب دوراً مهماً في التشجيع الدائم على دعم اللغات المهددة وأهمية استمرارها الحضاري والثقافي باستخدام جميع الوسائل بما فيها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتأكيد أهمية وقيمة التنوع اللغوي والثقافي والحضاري والمساعدة في معالجة أسباب اندثار اللغات قدر المستطاع وذلك من خلال القيام بالدورات التعليمية للحفاظ على اللغات من خلال التقنيات الحديثة.
مكتب ممارسة المهنة
وإدراكاً بأن اللغة وعاء الثقافة ووسيلة تواصل وليست غاية بحد ذاتها، أشار اللحام إلى أنه تم إحداث مكتب ممارسة المهنة الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من المعهد العالي للغات بهدف دمج الجامعة بالمجتمع وسوق العمل، وللنهوض بمستوى تعليم اللغات الحية، وتعمل إدارة المعهد على إقامة النشاطات الثقافية المختلفة التي تعزز النهج التواصلي في تعليم اللغات وتوفر جواً مشجعاً للطالب ليتفاعل مع اللغة التي يتعلمها ومع محتواها الثقافي والحضاري، لاسيما أن مكتب ممارسة المهنة يقوم بأعماله لصالح الأفراد والجهات العامة بما فيها جامعة دمشق ومؤسسات وزارة التعليم العالي والقطاع التعاوني والخاص والمشترك والمؤسسات العربية والأجنبية المرخص لها بالعمل في القطر بشكل تسجيل مباشر أو عقود أو اتفاقيات ضمن جميع مجالات تعليم اللغات العربية والأجنبية من خلال دورات تدريبية متنوعة يدرسها كادر تعليمي متميز من المدرسيين السوريين والأجانب الذين يعملون في المعهد العالي للغات، وورشات عمل نوعية لتحسين المهارات المتعلقة بتعلم اللغات العربية والأجنبية، ودورات تدريب مدرسين لجميع اللغات في المعهد، إضافة إلى اختبارات معيارية باللغة الإنكليزية حسب الطلب تستخدم للجهات الخاصة والمنح الدراسية، و”اختبار اللغة الإنكليزية عبر الشابكة من جامعة أكسفورد” البريطانية، مع الإشارة إلى اللغات المتاح تدريسها في المكتب كـ (العربية – الانكليزية – الفرنسية – الألمانية – الروسية – التركية – الاسبانية – اليابانية – الفارسية – الايطالية – الصينية – الآرامية – الكردية – الأرمنية).
أقسام المعهد
وتابع اللحام في سرده لأقسام المعهد الذي يحوي أربعة أقسام تتمثل بقسم اللغة الإنكليزية، اللغة الفرنسية، اللغة العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى قسم اللغات المختلفة ويشمل شعباً لتعليم (الألمانية – الروسية – التركية – الاسبانية – اليابانية – الفارسية – الايطالية – الصينية – الآرامية – الكردية – الأرمنية )، علماً أن أقسام اللغة الانكليزية والفرنسية والعربية في المعهد تمنح درجات الماجستير الأكاديمي وماجستير التأهيل والتخصص ودرجة الدكتوراه في قسم اللغة العربية، بالتزامن مع متابعة إجراء دورات اللغة لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة دمشق، ودورات اللغة للمعيدين تمهيداً لإيفادهم خارجياً، واختبار اللغة للتعيين في عضوية الهيئة التعليمية في جامعة دمشق والجامعات الخاصة، واختبار اللغة للقيد في درجة الدكتوراه ودرجة الماجستير، إضافة إلى اختبار مدرسيين لتعليم اللغات الأجنبية والإشراف على تعليم اللغات الأجنبية، بما في ذلك اختيار المواد التدريسية، والإشراف على اختبارات اللغة الأجنبية لطلاب الجامعة في السنتين الأولى والثانية.
تصميم الخطة الدرسية
وتلبية للحاجة المتزايدة لتأمين مدرسين يتمتعون بخبرات نوعية في تعليم اللغات، فقد تم تصميم الخطة الدرسية للدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه) لتشمل توازناً بين التدريب العملي والدراسات النظرية وتأسيس منهج التعليم المستمر والتفكير الإبداعي لدى المدرس والطلاب على حد سواء. ومن المقررات التي يتم تدريسها: نظريات تعليم اللغة وطرائقها، الحضارة وتدريس اللغة، مقدمة إلى ثقافة اللغة، القياس والتقويم، الكتابة الأكاديمية، اللغة ووسائل الإعلام، تعلم اللغة وتعليمها باستعمال التقانات المعاصرة)، إضافة إلى الطريقة التواصلية في تدريس اللغات، واللغة لأغراض تخصصية، اللغة لأغراض أكاديمية، تقنيات التعبير الشفوي، إدارة البيئة التعليمية، واللغة والعولمة الثقافية.
الشهادات واعتماديتها
وبين اللحام أن المعهد العالي للغات يقوم بمنح شهادتين إحداهما ممنوحة من المعهد، والتي تتمثل بشهادات أكاديمية وتأهيل وتخصص للدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه)، معترف بها رسمياً ومحلياً ودولياً، ووثيقة مقدرة لغوية مخصصة لتلبية حاجات جامعة دمشق والجامعات الحكومية معترف بها رسمياً ومحلياً، أما الشهادة الأخرى فهي التي يمنحها مكتب ممارسة المهنة بالمعهد، والمتمثلة بوثيقة إتباع دورة لغوية تمنح للطالب بعد اجتياز الاختبارات وتحقيق نسبة الدوام المقررة في الدورة، غير ملزمة للاعتراف بها رسمياً ومحلياً ودولياً، ولكن تأخذ بها بعض الجهات العامة والخاصة والخارجية نظراً لسمعة ومصداقية المعهد العالي للغات وجامعة دمشق العريقة، ووثيقة اتباع ورش تدريبية نوعية لتحسين المهارات المتعلقة بتعلم اللغات ودورات تأهيل مدرسين تمنح للطالب بعد اجتياز الاختبارات وتحقيق نسبة الدوام المقررة بهذه الورش والدورات، إضافة إلى وثيقة اختبار لتحديد مستوى اللغة الانكليزية تمنح وفق المعيار الأوربي، و CEFR ، ووثيقة “اختبار اللغة الإنكليزية عبر الشابكة من جامعة أكسفورد” البريطانية، معترف بها رسمياً ومحلياَ لأنها معتمدة في المعاهد العليا للغات التابعة لوزارة التعليم العالي لطلاب الماجستير والدكتورة والترفيع والتأصيل شريطة أن يجرى في المعاهد المذكورة.
الجدير ذكره أن المرسوم رقم 384 للعام 2006 جعل من معهد تعليم اللغات، الذي أنشئ عام 2002، معهداً عالياً يمنح شهادات نوعية في تعليم العربية لغير الناطقين بها، والإنكليزية، والفرنسية، وفتح بذلك الباب أمام مواجهة تحديات العصر، فعزز مكانة جامعة دمشق كمركز دولي لتعليم اللغة العربية، وقدم للهيئة التدريسية في الجامعة، ولطلابها، وللمجتمع ككل، فرصة اكتساب المهارات اللغوية التي يحتاجها المرء في عالم اليوم، علماً أن المعهد يحوي 40 قاعة صفية أنموذجية من ناحية الحجم والعدد، ويمكن لكل قاعة استيعاب 20 طالب في القاعات العادية و50 طالب في القاعات الكبيرة، بالإضافة إلى قاعة محاضرات متطورة، ومخابر لغوية ، وقاعة الحاسب والشابكة، والمكتبة.