بشار حافظ الأسد رئيساً.. إرادة السوريين انتصرت.. الشعب السوري واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة
“البعث الأسبوعية” ــ محرر الشؤون السياسية:
الشعب السوري العظيم قال كلمته، وانتصرت إرادته، وانتخب ابنه البار بشار حافظ الأسد لفترة دستورية ثانية، بعد حصوله على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً، من أصوات الناخبين داخل وخارج سورية، بنسبة 95.1 بالمئة من الأصوات.
وبعد فوزه بالانتخابات، قال الرئيس الأسد: “في نهاية العملية الانتخابية وبداية مرحلة العمل، شكراً لجميع السوريين على وطنيتهم العالية ومشاركتهم اللافتة في هذا الاستحقاق الوطني”، وأضاف: “الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار الذين لولاهم لما بقيت سورية، الشفاء لجرحانا، وكل التحية لرجال جيشنا العربي السوري البطل”، وتابع: “لأجل تضحياتهم جميعاً.. لأجل مستقبل أطفال سورية وشبابها.. فلنبدأ من الغد مرحلة العمل لنعزز الأمل ببناء سورية كما يجب أن تكون”.
وكانت مراكز الانتخابات أغلقت أبوابها، بعدما جرى تمديد الاقتراع حتى منتصف ليل الأربعاء، في ظل الإقبال الكثيف للناخبين على صناديق الاقتراع. وأجريت الانتخابات في 12 ألف مركز في مختلف أنحاء البلاد، وسط إقبال كثيف للناخبين في دمشق وحلب وحمص واللاذقية والساحل السوري. وفي الشرق السوري تحدّى الناخبون مضايقات “قسد” وأقبلوا على الاقتراع بكثافة.
الرئيس الأسد في دوما
وأدلى السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بصوتيهما في مركز الاقتراع بمجلس بلدية دوما في ريف دمشق.
وقال الرئيس الأسد في تصريح له بعد الإدلاء بصوته: يسعدني أن أزور وعقيلتي اليوم مدينة دوما، وأن نلتقي بأبنائها وأهلها الكرام، ونشارك معهم هذا الاستحقاق الوطني الكبير، وبما أنها الزيارة الأولى لنا بعد التحرير فلا بد من أن نبدأ بتهنئة أهالي هذه المدينة على التحرير من الإرهاب، وعلى العودة إلى حضن الوطن، وعلى المساهمة مع أشقائهم في باقي المناطق التي تمّ تحريرها ومع أبناء الوطن بشكل عام في إعادة الحياة إلى طبيعتها ولو تدريجياً، وفي المشاركة بالاستحقاقات الوطنية، سواء الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية اليوم.
وأضاف الرئيس الأسد: هذه المدينة لها عدة أسماء تسمّى عاصمة الغوطة، تسمّى عروس الغوطة، حاول الإرهابيون خلال فترة احتلالهم لها أن يشوّهوا صورتها وأن يدنسوا سمعتها وأن يربطوها ويصموها ويسموها بالإرهاب.. بسفك الدماء.. بالعمالة.. بالخيانة.. بالارتزاق الرخيص، لكن في الواقع في ذلك الوقت كان معظم أهالي دوما الموجودين داخل المدينة وخارج المدينة، وهذا هو حال باقي المناطق سواء الغوطة أو غيرها من المناطق التي كانت تحت احتلال الإرهابيين، كانوا يتواصلون بشكل مستمر مع مؤسسات الدولة بطريقة أو بأخرى يلحون ويحثون الدولة على القدوم، الجيش العربي السوري على التحرير، القانون على العودة والتطبيق والاستقرار أي سيادة القانون. وتابع: البعض من أبناء هذه المدينة دفع حياته ثمناً لمجرد هذا التواصل أو لمجرد إظهار هذه الرغبة، هناك أبناء من دوما ومن الغوطة قاتلوا مع الجيش العربي السوري على تخوم هذه المدينة وعلى تخوم هذه البساتين والحقول، وأيضاً قدّم شهداء، البعض منهم انضم للجيش بشكل نظامي والبعض قاتل كقوات رديفة، ولا أدل على هذه الحقائق من التفاعل الشعبي الكبير الذي رأيناه في هذه المدينة وفي هذه المنطقة وقراها وبساتينها ومزارعها خلال فترة الانتخابات، كان التفاعل عفوياً، وكان التفاعل واضحاً تماماً، يعبّر عن حالة وطنية حقيقية ليست مزيفة.
وقال الرئيس الأسد: فإذاً الزيارة اليوم لهذا المكان والانتخاب في مدينة دوما فيه عدة جوانب.. سورية ليست كما كانوا يحاولون أن يسوّقوا، منطقة ضد منطقة ومدينة ضد مدينة وطائفة ضد طائفة أو حرب أهلية أو نزاع بين سوريين، الحقيقة لا، نحن اليوم نثبت من مدينة دوما بأن الشعب السوري هو شعب واحد في خندق واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة. وأضاف: النقطة الثانية، هذه المناسبة الوطنية هي أيضاً مناسبة لكي نتذكّر جميعاً بأن هذا التحرير وهذا الاستحقاق اليوم الذي نمارسه في هذه المدينة وفي مناطق أخرى محرّرة لم يكن ليتم لولا آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض وعن الشعب في دوما، وعشرات الآلاف في مناطق أخرى من سورية.
وأوضح الرئيس الأسد أن الجانب الآخر، هذا الاستحقاق ورد الفعل الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أن المواطن السوري حر، قرار المواطن السوري بيده، بيد الشعب ليس بيد أي جهة أخرى، وبالتالي كل ما نسمعه من تصريحات مؤخراً من دول غربية، معظمها ذات تاريخ استعماري، بدأت من قبل الحملة واستمرت حتى الأيام القليلة الماضية وربما الساعات القليلة الماضية التي تعلّق على هذه الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدّد شرعيتها وعدم شرعيتها، طبعاً نحن كدولة لا نهتم أبداً بمثل هذه التصريحات، ولكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه هو ما يقوله الشعب. وأضاف: أنا أعتقد بأن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح على كل هؤلاء، وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار.
وأضاف الرئيس الأسد: أريد أن أستغل هذه الزيارة لكي أوجّه عبركم كأبناء مدينة دوما الرسالة لكل من ترك مدينته وقريته للعودة إليها.. يجب أن ننصحهم وننصحهم الآن بألا يستمعوا لكل من غرّر بهم أو دفع لهم الأموال.. يجب أن يعرفوا بأنهم استغلوا من قبل أولئك المشغلين الذين تقف خلفهم دول إقليمية أو دولية من أجل أن يكونوا ضد أبناء بلدهم.. يجب أن نقول لهم وأقول لهم الآن: لا يوجد شرف يعادل شرف أن يكون الإنسان في وطنه بين أهله.. على أرضه في مدينته في قريته يساهم مع أبنائها في عملية البناء، ولا يوجد ذل يعادل في ذله أن يكون الإنسان خارج وطنه منقطعاً عن بلده وعن أهله، وغير قادر على أن يقدّم شيئاً ويساهم في بنائه وفي حياته.
وأضاف في ختام تصريحه: أتوجّه بالتحية لكل أبناء دوما ولكل أبناء الغوطة ولكل أبناء المناطق المحررة، وبكل تأكيد مع بعضنا البعض سوية سوف نعمل وسوف نبني مدننا وقرانا وبلداتنا، وسوف نعيد لحقولنا رونقها وعطرها، والتحية كل التحية لكل الشعب العربي السوري في كل مكان داخل الوطن وخارج الوطن في سورية وفي المغترب، لأنه هو صاحب الفضل الوحيد في كل إنجاز وفي أي إنجاز مهما كان صغيراً ومهما كان كبيراً، لأنه هو من ضحّى وهو من صمد وهو من حصد.
وشكراً لكم.
مرعي وعبدالله
كما أدلى المرشح الرئاسي عن الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة محمود مرعي بصوته في الانتخابات الرئاسية في مركز مدرسة جودت الهاشمي بدمشق، فيما أدلى المرشح الرئاسي عبدالله سلوم عبدالله بصوته في الانتخابات الرئاسية في مركز مجلس الشعب.
وعقب إدلائه بصوته قال مرعي في تصريح صحفي: أنا مرشح للمعارضة الوطنية الداخلية والخارجية، وترشيحي يعد خرقاً للمرة الأولى في سورية بوجود مرشح معارضة يتوجّه إلى صناديق الاقتراع وينتخب نفسه ويعبّر عن رأيه، وأضاف: إننا نريد حكومة وحدة وطنية تشاركية، ومؤتمراً وطنياً للحوار السوري، وأن نخرج من أزمتنا ونحرر أرضنا من الاحتلالات الإسرائيلية والأمريكية، وأردف: لا نريد العنف، نريد سلماً اجتماعياً وتعاوناً بين السلطة والمعارضة الوطنية من أجل بناء سورية، لافتاً إلى أن سورية بحاجة إعادة إعمار وإعادة بناء الإنسان والحجر والبشر وتحتاج إلى تضافر جهود كل أبنائها، كل السوريين مهما كانت آراؤهم السياسية، وأكد أنه يقبل بنتائج التصويت وبإرادة الشعب السوري وخياره ومهما كانت النتيجة سيقبل بها.
وعقب إدلائه بصوته قال المرشح عبد الله في تصريح للصحفيين: “نشكر الشعب السوري الذي سارع وشارك منذ الصباح الباكر في الانتخابات ورأينا على شاشات التلفزيون السوري هذا العدد والكم الكبير على صناديق الاقتراع”.
إرادة الشعب السوري
رئيس مجلس الشعب حموده صباغ في تصريح صحفي قال: من منبر مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية يسعدني ويشرفني أن أعلن قرار وإرادة الشعب العربي السوري والرد الحاسم والنهائي على كل من تآمر على سورية وشعبها خلال السنوات الماضية، من خلال إعلان النتائج النهائية لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية، كما انتهت إليها المحكمة الدستورية العليا، حيث بلغ العدد الإجمالي للناخبين ممن يحق لهم الاقتراع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية وخارجها 18 مليوناً و107 آلاف و109 ناخبين، بينما بلغ العدد الإجمالي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الداخل والخارج 14 مليوناً و239 ألفاً و140 مقترعاً وبنسبة قدرها 78.64 بالمئة ممن أدلوا بأصواتهم، في حين بلغ العدد الإجمالي لأوراق التصويت الملغاة 14 ألف ورقة بنسبة 0.1 بالمئة ممن أدلوا بأصواتهم.
وأضاف صباغ: بلغ عدد الأصوات الإجمالي الذي حصل عليه المرشحون وفق التسلسل.. أولاً السيد بشار بن حافظ الأسد حصل على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً بنسبة قدرها 95.1 بالمئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة والسيد محمود بن أحمد مرعي حصل على 470 ألفاً و276 صوتاً بنسبة 3.3 بالمئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة والسيد عبد الله سلوم عبد الله حصل على 213 ألفاً و968 صوتاً بنسبة 1.5 بالمئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة.
وتابع صباغ: بناءً على ما تقدم وبموجب أحكام المادة 86 من الدستور والفقرة /ب/ من المادة /79/ من قانون الانتخابات العامة ونظراً لحصول المرشح الأول السيد بشار بن حافظ الأسد على الأغلبية المطلقة من عدد أصوات المقترعين الإجمالي بنسبة 95.1 بالمئة يسرني، ويشرفني أن أعلن فوز السيد بشار حافظ الأسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية.
وقال رئيس مجلس الشعب: إنني بهذه المناسبة أعبر باسمي وباسم مجلس الشعب عن فخرنا وتقديرنا وتهنئتنا ومباركتنا القلبية للشعب العربي السوري العظيم، الذي يؤكّد على الدوام صحة وصوابية مواقفه وقراراته واختياراته في كل ما يتعرّض له، وهذا دليل على تمسكه بمبادئه وقيمه الأصيلة والنبيلة المتوارثة عبر الأجيال باختياره لقائد حر عظيم في زمن عز فيه القادة وقل فيه الأحرار، وفاءً لبطولات جيشنا العربي السوري الباسل ولأرواح شهداء سورية العظام وجرحانا الأبطال الذين قدّموا أجسادهم رخيصة في سبيل أن يبقى علم سورية شامخاً مرفرفاً في علياء المجد.
وأضاف صباغ: هنيئاً لنا ومبارك لشعبنا القائد الواثق بشعبه ووحدته الوطنية وبأن العروبة هي جوهر الوطنية السورية ومضمونها الأساسي المتسامح تحت سقف الوطن والداعي لتجنب ثقافة التعصب والتشفي والانتقام.. القائد الذي يؤكّد أن الشعب هو مصدر القرار والمستمد لقوته وعزيمته من قوة وعزيمة شعبه الصامد الأبي على طريق النصر النهائي والحاسم بإذن الله واستكمال مسيرة الإعمار وبناء سورية الجديدة المتجددة، ولنذهب جميعاً إلى العمل مرفوعي الرأس أقوياء العزيمة، فالعمل وحده يحقق الأمل المستقر في صدورنا منتظراً الإنجاز الكامل.. الرحمة والإكبار والإجلال لشهداء سورية الأبرار الخالدين في قلوبنا أبداً.. الشفاء العاجل لجرحانا منارات الضياء لأجيالنا القادمة وتحية العزة والافتخار والكرامة إلى أبناء سورية الأباة الصامدين.
وأوضح صباغ أن الجميع شاهد في يوم الاقتراع والأيام التي سبقته صورة تكاد تكون نادرة في مثل هذه المناسبات وفي أي مكان من العالم، وأضاف: شاهدنا وشاهد العالم معنا مشاهد مدهشة جمعت في انسجام وتكامل نسيجاً من العواطف والعقل.. من الإرادة والتصميم من القول والفعل.. وكان المشهد واسعاً في مساحته كبيراً في أحجامه حيث ضم ملايين السوريين في مختلف المناطق من الحسكة والرقة حتى درعا ومن حلب وإدلب حتى حماة ومن دمشق وريفها إلى السويداء والقنيطرة ومن دير الزور حتى حمص واللاذقية وطرطوس.. هذا في الحجم والاتساع.. أما في المضمون فقد عبّر السوريون عن ثقتهم بالنصر وتحديهم للأعداء وقدرتهم على تحويل مخططات الذين استهدفوا سورية إلى أوهام وأحلامهم إلى كوابيس وتقنياتهم الحربية والإرهابية إلى عصف مأكول.
وأكد صباغ أن هؤلاء الواهمين سيتعلّمون أن من يمس كرامة السوريين سيواجه ملايين الأسود التي تحمي العرين.. فمذاق السوريين حلو للأصدقاء علقم شديد المرارة للأعداء.. هذا الزحف البشري الذي شاهدناه هو تعبير حقيقي محسوس عن ثأر السوريين لكرامتهم وانتصارهم لشهدائهم وغضبهم المقدس على من تجرأ على هدم مدنهم ومصانعهم وتشريد أبنائهم.. ليعلم كل العالم أن سورية بلد ليس كالبلدان وشعب ليس كالشعوب.. شعب يؤمن بأن النصر قدره وخياره.. وهذا النصر سوف يتحقّق ما دامت الملايين عبرت عن إرادتها بهذه الصورة العظيمة.. وإن غداً لناظره قريب.. وسيسجل التاريخ في كتابه مرة أخرى من هم السوريون.. وما هو دورهم في هذه المنطقة والعالم على مر العصور.
مسيرات الفرح تعمّ المحافظات
وفور إعلان النتائج خرجت حشود جماهيرية في كافة المحافظات على امتداد الجغرافيا السورية فرحة وابتهاجاً بفوز الرئيس الأسد، الذي اختزل في شخصه وفكره وسلوكه أفضل ما لدى شعبه من سمات مميزة وخصائل سامية وقيم متجذّرة. وعبّرت الجماهير المحتشدة عن الثقة المطلقة بقيادته والحماسة لاستكمال المسيرة، مسيرة إعادة البناء والإعمار والاستمرار في مكافحة الإرهاب والاحتلال، وفي الوقت نفسه تكاملت الإرادة بالنصر، مع التعبير عن الجهوزية الكاملة للعمل من أجل بناء مستقبل يليق بواحد من أعظم الشعوب على الإطلاق، شعب سورية الأبي.