دراساتصحيفة البعث

القمة المنتظرة بين بوتين وبايدن

تقرير إخباري

ما زال المراقبون والمحللون السياسيون ينتظرون بفارغ الصبر القمّة المنتظرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي جو بايدن، لأنَّ تلك القمة، وكما جرى الحديث عنها في الكواليس، ستتطرق إلى مجمل الخلافات العميقة ومعظم القضايا الدولية والثنائية المشتركة بين البلدين.

هذه القمة ستُعقد في العاصمة السويسرية جنيف، والتي لا يتوقع أن يكون هناك أي اختراق فيها مهما كان نوعه أو حجمه، بالنظر إلى الخلافات الكبيرة والواضحة بين الجانبين حول قضايا مثل الأمن السيبراني، وأوكرانيا، والتوازن النووي، لكن يمكن لهذه القمة أن تبلور مقاربة مشتركة تعمل على تخفيف التوتر والقلق بين البلدين والاتجاه نحو علاقة بنَّاءة تُسهم بقوة في مساعدة العالم أجمع على التعافي من أزماته المتفاقمة.

لقد كان الخطاب السائد لدى الولايات المتحدة ملغوماً وصدامياً بعبارات خرجت عن المألوف، وما رافقه من تصعيد العقوبات على روسيا والضغط عليها. لذلك من المتوقع أن تكون القمة بنَّاءة تتسم باحترام الطرفين، وتضع خطة عملية وفعّالة لرفع الأنقاض التي أوقعتها الخلافات السابقة، والحروب الكلامية بين البلدين طوال السنين الماضية، وكادت تنزلق في أكثر من مناسبة إلى الأسوأ بسبب الثقة المنعدمة والتصعيد الدبلوماسي والإعلامي الكبير، وحتى الاحتكاك العسكري في القطب الشمالي وبحر البلطيق.

إن ما يشهده الواقع الدولي من حروب وصراعات وعلاقات غير مستقرة ومضطربة هو مخاض لولادة نظام عالمي جديد مختلف عما كان في السابق، والولايات المتحدة التي تسيّدت العالم حوالي قرن من الزمان مع الاتحاد السوفييتي السابق، لن تستطيع احتكار دفة القيادة إلى الأبد. أما روسيا التي خسرت ثلث قوتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فقد تداركت وضعها في الثلاثين سنة الأخيرة، وعادت بقوة إلى الساحة الدولية بنهج جديد وعقلية مختلفة عما سبق. ومن دون احتساب القوة الصاعدة لجمهورية الصين الشعبية، هناك فرصة أمام الولايات المتحدة وروسيا لإرساء معادلة معاصرة للعلاقات بينهما تأخذ بالمتغيّرات وتؤمن بالتعايش الخلّاق. وإذا تحقّق النجاح على أكمل وجه، فيمكن للعالم أن يتفاءل خيراً ويستبشر ببزوغ عهد جديد لا يكرّر المآسي والأخطاء المدمّرة التي مضت.

ريا خوري