بيعة الأمل لقائد العمل
سنان حسن
أبى السوريون أن تطوى صفحة الانتخابات الرئاسية إلا وهم يسجلون في سفر التاريخ أنهم الثوار الحقيقيون الذين استطاعوا بدمائهم وتضحياتهم وصبرهم وعزيمتهم إعادة رسم المشهد الحقيقي في سورية، والقول بأنهم هم فقط من يقررون مصير وطنهم، وهم فقط من يختارون قائدهم وربان سفيتنهم إلى بر الأمان، فمشاهد الحشود الشعبية التي صوتت في الانتخابات الرئاسية والمستمرة بالاحتفال بإنجاز سورية استحقاقها الدستوري أربكت الغرب وأدواته على الأرض ودفعت أزلامه إلى الاعتراف بالفشل والهزيمة أمام ما جرى، وتصريحات السفير الأمريكي روبرت فورد دليل على ذلك.
نعم أعاد السوريون إعادة تعريف كل المصطلحات التي حاولت هجمة البترودولار المسعورة ومرتزقتها من إرهابيين وإخونجية ووهابية تشويهها والعبث فيها. وكما قال القائد بشار الأسد في خطاب النصر: “ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق، بل كان ثورةً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حقيقي لا مجازي”، حيث تجاوزت المشاركة الشعبية كل التوصيفات والتحليلات.. وما قامت به جماهير شعبنا هو بيعة الأمل من شعب سورية إلى قائد العمل بشار الأسد ليكمل المسيرة التي بدأها بالتحرير والنصر على الإرهاب إلى البناء وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب.
لقد سعت القوى الغربية منذ اللحظة الأولى للحرب على سورية إلى تدمير بنية المجتمع السوري، ووأدها تحت عناوين ومسميات دنيئة، تارة من بوابة الطائفية والمذهبية، وتارة المناطقية، وتارة أيضاً من بوابة العرقية والعشائرية، لضرب النسيج الوطني السوري وتسهيل اختراقه والسيطرة عليه، ولكن في كل محاولة كان يصطدم بممانعة ومقاومة هذا الشعب الأبي، فكانت الانتخابات الرئاسية 2021 الضربة القاضية التي أسقطت كل الرهانات وأثبت للعالم بأسره أنه عصي على المؤامرات، وأنه وحده صاحب الحق الحصري في كل ما يجري على أرضه ولا يحق لأحد أن يفرض عليه قواعده أو إملاءاته، فهو يرسم ويصنع مستقبله وعلى هؤلاء الواهمين والمتوهمين أن يعترفوا بهزيمتهم أمامه والتنحي جانباً عن المسار الذي أراده لوطنه واختار القائد بشار الأسد لقيادته.
لاشك أن الجولة القادمة من الحرب على سورية لن تقل قساوة وضراوة عن سابقاتها، فما جرى بالتأكيد أصاب قوى العدوان على سورية بالحيرة وربما بالجنون والهستيريا، وهذا ما سيدفعها إلى تأجيج عدوانها وتسعيرها، وما قام به الاتحاد الأوروبي بالأمس من تمديد للعقوبات الأحادية الجانب لمدة عام جديد يؤكد أن الحرب مستمرة، وأن العدو لم يرفع راية الاستسلام بعد، فهو يعتقد أنه بإرهابه وعنجهيته واستكباره قادر على كسر إرادة السوريين في هذه الجولة عبر حرمانه من إعادة بناء وطنه وتجويعه وحصاره. ولكن وكما كتب السوريون خلال عقد من الحديد والنار حروف الانتصار بالصمود والمقاومة سيتابعون بكل فخر واعتزاز خوض معاركهم الواحدة تلو الأخرى، حيث ستكون معركة إعادة الإعمار التي أعلنت فيه هذه الجماهير بيعة الأمل لقائد العمل الرئيس بشار الأسد الرهان الجديد في مشوار تحقيق انتصار سورية النهائي.