“مناقيش الزعتر” تحرك مشاعر الفرنسيين
تخلت مطاعم فرنسية راقية خلال مرحلة الجائحة عن لائحة الأطباق التي درجت على تقديمها، وفضلت الاتجاه إلى توفير مأكولات بسيطة من أنحاء العالم تناسب الطلبات الخارجية، التي شهدت إقبالاً كثيفاً من الفرنسيين، ومنها منقوشة الزعتر. فالشيف الحاصل على نجمة من “ميشلان”، آلان الجعم ، وفّر للباريسيين منقوشة الزعتر الشهيرة، مستوحياً من جذوره وذكريات طفولته، ونجح بواسطتها في استقطاب عدد كبير من الزبائن.
وروى الطاهي المولود في ليبيريا والذي نشأ في لبنان قبل أن تدفعه الحرب الأهلية إلى مغادرته: عند بدء تفشي جائحة كوفيد، تلقيت صفعة، تغيرت رؤيتي للطبخ: أحياناً يتطلب الأمر أشياء بسيطة لإسعاد الناس.
حين كان مطعمه الراقي والمصنف بنجمة مقفلاً خلال فترة الحَجر، ولد مشروع “صاج” الذي يقدم المنقوشة بسعر 4,9 يورو. وتفوح رائحة الزعتر المسخن على الصاج، ويقدّمها الشيف مع اللبنة والمخللات، وما يجعل الفرنسيين يُقبلون على المنقوشة أن تركيبة مكوّنات الزعتر الممزوج بزيت الزيتون، على بساطتها، توفّر نكهة غير معروفة في فرنسا، والسرّ يكمن أيضاً في العجين، الملائم تماماً لصيغة الوجبات الجاهزة، في حين أن الوصفة التقليدية مصممة لتؤكل على الفور، مثل البيتزا.
ولاحظ الشاب العصامي الذي يرى في والدته أول وآخر شيف وتعلم التقنيات باستخدام كتب الطبخ الفرنسية أن المنقوشة، بمكوناتها القليلة والطازجة والبسيطة والمحلية الصنع، تحرّك مشاعر الزبون.
واللافت أن هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يكون مؤقتاً، يستقطب مزيداً من سكان العاصمة الفرنسية، وطوابير الانتظار في عطلة نهاية الأسبوع تجعل الطاهي يفكر في توسيع المفهوم إلى أنواع أخرى، كالشاورما أو الفلافل، مع أنه يستعد لإعادة فتح مطعمه الذي يحمل اسمه والذي توجه إليه “ميشلان” عام 2018، وقال: عملت للحفاظ على نجمتي، لكني أريد أيضاً أن أسعد الناس بطريقة مختلفة.