دراساتصحيفة البعث

السياسة في أمريكا تختطف العلم

تقرير إخباري

عادت نظرية المؤامرة القائلة بأن كوفيد-19 بدأ كتسريب من معمل في ووهان إلى دائرة الضوء في وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسيّة، فقد نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً حول ما وصفته بالموظفين المرضى في مختبر ووهان، وانضمّت صحيفة “واشنطن بوست” إلى هذه الفبركة، حيث نُشرت مقالات مثل “كيف أصبحت نظرية تسرب المختبر في ووهان ذات مصداقية فجأة؟”.

كان الدكتور أنتوني فوسي، أحد كبار الخبراء الأمريكيين في الصحة العامة، قد أكد العام الماضي أنه لا يوجد دليل علمي يدعم النظرية القائلة بأن الفيروس التاجي صُنع في مختبر صيني، وأنه لا “يستوعب” النظرية القائلة بأن الفيروس كان تسرّب من المختبر، لكنه غيّر لهجته مؤخراً، مشيراً إلى أنه “غير مقتنع” بأن COVID-19 تطوّر بشكل طبيعي!.

والسؤال: لماذا تعود الولايات المتحدة إلى هذه النغمة مرة أخرى؟. السبب يكمن في عدم كفاءتها في معالجة مشكلاتها الداخلية، وانكماش اقتصادها، وتفاقم التناقضات الاجتماعية، والضعف المتزايد المكشوف في الحكم.

لقد فتحت الصين أبوابها مرتين أمام مجموعات خبراء منظمة الصحة العالمية، حيث وجد التحقيق الأخير أن تسرّب المختبر “غير مرجح للغاية”، لكن الحقيقة لا تهمّ الولايات المتحدة، لأن الدوافع السياسية هي ما يحرّكها، حيث تريد واشنطن إرسال فريق خبراء خاص بها لإثبات أن الصين آثمة -الصين لن تسمح بذلك- من أجل الهروب من الضغوط الكبيرة التي تواجهها، ما يجعلها تشعر بالحاجة الشديدة لإلقاء اللوم على الآخرين، وواشنطن ماهرة في التلاعب بالرأي العام، والاستشهاد بوثائق لم يكشف عنها وأدلة لم يثبتها أحد!.

والمثير أنه حتى نخبة العلماء مثل الدكتور فوسي، الخبير الكبير في الصحة العامة، يتعرّضون للاختطاف من قبل السياسة. وهكذا بمجرد اختطاف العلم من قبل السياسة، فإن صنع القرار في المجتمع سوف يصبح غير عقلاني.

وعلى خلفية مثل هذه البيئة السياسية، ستستمر الولايات المتحدة في تضخيم نظريات المؤامرة لتجاوز المسؤولية، رغم أنه يمكن للصين أيضاً تعزيز التحقيق في أصول COVID-19 في الولايات المتحدة بشكوك معقولة. على سبيل المثال، لماذا أُغلق المختبر البيولوجي الأمريكي في فورت ديتريك فجأة في عام 2019؟. لماذا انتشر التهاب رئوي غامض في الولايات المتحدة في العام نفسه؟!.

عناية ناصر