“قسد” العميلة ليست استثناء
سنان حسن
أضاف انتفاض العشائر العربية في مدينة منبج وريفها بوجه ميليشيا “قسد”، المرتهنة للاحتلال الأمريكي، حقيقة جديدة إلى الواقع الذي تريد “قسد” العميلة إخفاءه، وهي أنها مهما حاولت حجب ممارساتها المعتمدة على الإقصاء والتهجير والتنكيل بحق أهل تلك المناطق فلن تنجح، لأن إرادة أهل الأرض أقوى وأمضى من كل قوة وجبروت؛ وما جرى خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد ذلك، فكما انتفض أبناء الشحيل والشدادي وتل حميس وريف الرقة، ها هم أهالي منبج ينتفضون بوجه المرتزقة ويرفضون سوق أبنائهم إلى مواجهة مع أبناء وطنهم خدمة لمصالح المحتل الأمريكي وأجنداته التقسيمية في سورية.
منذ سيطرتها على شرق الجزيرة وعدد من المناطق في الشمال السوري في عام 2016، وهي تسعى إلى تهجير ممنهج للأهالي والسكان، تارة بالترهيب عبر الاستيلاء على منازلهم والاستعانة بقادمين من خارج الحدود وتوطينهم في تلك المناطق بغية تغيير البنية الديموغرافية للمنطقة، وتارة أخرى بالترغيب من بوابة إغرائهم بالاشتراك في مجالسها الصورية التي أوجدتها كبدعة لتسهيل السيطرة على مدنهم، حيث تبيّن تقارير ودراسات أن “قسد” وبدعم وتوجيه من خبراء أمريكيين تعمل على أمور أساسية لتحقيق ذلك:
الأول: التفرقة داخل العشائر وتمزيقها.
والأمر الثاني: عملت واشنطن وباريس على محاولة خلق هويات فرعية غير وطنية خلف قيادة “قسد” العميلة، وجندتا كل علاقاتهما لتحقيق ذلك، كما أوفدتا مبعوثين إلى مناطق سيطرة “قسد” في انتهاك لسيادة سورية واستقلالها.
والأمر الثالث: منع أي تواصل مع الدولة الوطنية، وإفشال أي محاولة لتقريب وجهات النظر وحل الأمور وفق الطروح التي قدّمتها الدولة الوطنية عند لقائها ممثلي هذه الميليشيات في الكثير من المناسبات، وأكثر من ذلك عمل مرتزقة “قسد” على استفزاز الجيش العربي السوري في الحسكة والقامشلي لدفعهم إلى مواجهة بين أبناء الوطن الواحد لتكريس حالة الانقسام والتشرذم.
ومع هذا الحال، لم تكن انتفاضة عشائر منبج وريفها مجرد خروج فقط ضد قرار ميليشيا “قسد” بتجنيد أبنائها للقتال في ميليشياتها، وإنما نتيجة لتراكم أعمالها وممارساتها القمعية على امتداد المنطقة التي تسيطر عليها، والدليل على ذلك أن العشائر في دير الزور والرقة والقامشلي أعلنت تأييدها ودعمها لهذا التحرك.
إن ما تشهده المناطق والبلدات الواقعة تحت سيطرة “قسد” العميلة من عمليات مقاومة شعبية يومياً، يؤكد أن الشعب السوري في تلك المناطق يرفض الاحتلال ومرتزقته، ويؤكد أيضاً أنه مهما دعمت أمريكا وأعوانها هذه الميليشيات فمصيرها السقوط والاندحار أمام إرادة أبناء الأرض وعزيمتهم في الحفاظ على دولتهم وسيادتهم، فهذه الميليشيا ليست استثناء، فكما استطاع أبناء العراق في 2018 إسقاط المحاولات الانفصالية بتكاتفهم وتعاضدهم فإن السوريين في الجزيرة من عشائر وقبائل سيسقطون المشروع الانفصالي، وإن غداً لناظره لقريب.