موسكو: الغرب ليس جاهزاً للحوار النزيه مع روسيا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وصلت إلى نقطة الصفر، مشيراً إلى أن هذا الوضع لا يخدم مصالح أوروبا نفسها، فيما شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن الغرب ليس جاهزاً للحوار النزيه مع روسيا.
وفي ختام أعمال الاجتماع الأخير لمنتدى “قراءات بريماكوف” العلمي، قال غروشكو: “لقد أحسست قبل كل شيء بتنامي الوعي لعدم طبيعية العلاقات الراهنة بين روسيا والاتحاد الأوروبي”.
وذكر أن لدى الطرفين تجربة إيجابية من التعاون المثمر، تجسدت في حجم التبادل التجاري الذي بلغت قيمته 417 مليار يورو عام 2013، إضافة إلى حجم الاستثمارات المتبادلة الذي كان يقدر بحوالي 300 مليار دولار من الطرف الأوروبي، ومثله تقريباً من الطرف الروسي، وعقد لقاءات قمة “روسيا – الاتحاد الأوروبي” كل ستة أشهر، وإجراء 17 حواراً قطاعياً حول ملفات مختلفة بين الجانبين. وأضاف: أن كل هذه العلاقات أصبحت “رهينة لقرار سياسي اتخذه الاتحاد الأوروبي حيث ربطها بتنفيذ اتفاقيات مينسك” حول تسوية الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي ترفضه موسكو. وقال: “بلغنا نقطة الصفر التي لا تسمح بالسير إلى الأمام. والوضع الراهن ينافي مصالح الأوروبيين أنفسهم”.
من جانبه، أعلن لافروف، أمام المنتدى نفسه: “تواجه روسيا والعديد من الدول الأخرى عدم جاهزية الممثلين الغربيين لإجراء حوار نزيه يقوم على الوقائع ويحاولون العمل في روح “highly likely” وهناك العديد من الأمثلة لمثل هذا الموقف. ويقوّض ذلك بلا شك الثقة بفكرة الحوار نفسها كوسيلة لتسوية الخلافات”.
وأكد أن روسيا ستساعد بنشاط على مواصلة تنفيذ التغييرات السلمية “في اتجاه تعدد المراكز القائمة على القيادة الجماعية للدول الكبرى في حل القضايا العالمية”، وأوضح: “لكننا ما زلنا واقعيين ولا يمكننا تجاهل عدم الرغبة الشديدة وحتى العدوانية لزملائنا الغربيين في الاعتراف بالحقيقة الموضوعية، كما لا يمكننا تجاهل سعي الغرب الجماعي لتأمين مكانة متميزة لنفسه على الساحة العالمية، مهما كانت التكلفة”.
ودقق الوزير الروسي أن الغرب يرفض إجراء مناقشة نزيهة بشأن حظر نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، مضيفاً أن روسيا تهتم بالعلاقات البراغماتية مع الغرب والولايات المتحدة. وشدد على أن “روسيا منفتحة على المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول الشراكة الأوراسية الكبيرة، إذ أن بروكسل هي جارتنا الطبيعية”.
يأتي ذلك غداة مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل حول العلاقات بين روسيا والاتحاد. وأكد بوتين خلال الاتصال الهاتفي أنه على الرغم من أن روسيا والاتحاد الأوروبي لا يزالان شريكين مهمين لبعضهما البعض في مجال التجارة والاستثمار، إلا أن الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأوروبية لا يمكن اعتباره جيداً.
وأشار بوتين وميشيل إلى أن العودة إلى التعاون بطريقة عملية ومحترمة من شأنها أن تعود بالمنفعة وتخدم المصالح المشتركة.
كما أكد الرئيس الروسي ورئيس المجلس الأوروبي على أهمية تعزيز التعاون في طيف من المجالات في مقدمتها الصحة، والمناخ، وحل النزاعات الإقليمية.