انتشار البسطات والباعة الجوالين مشكلة مزمنة تنتظر حلولاً جذرية
حلب – معن الغادري
يشكو أهالي معظم الأحياء السكنية المكتظة من الانتشار الفوضوي للباعة الجوالين والبسطات التي تحتل الأرصفة طولاً وعرضاً، ما يتسبب في إعاقة حركة المواطنين وتضييق المسافات أمام تنقلهم من مكان إلى آخر، ناهيك عن ظاهرة مخلفات هذه البسطات والعربات الجوالة من قمامة وأوساخ يتطايرها الهواء في محيط المكان، يضاف إلى ذلك ظاهرة تنبيش الحاويات المتزايدة، الأمر الذي يفاقم من تردي واقع النظافة ويساعد على ظهور القوارض وانتشار الحشرات المؤذية.
ويشير عدد من أهالي حيي الأكرمية وسيف الدولة إلى أن واقع الحيين مزرٍ لجهة فوضى السوق والبسطات المنتشرة على طرفي الشارعين الرئيسيين للحيين وفي الشوارع الفرعية وعند مفارق الطرقات، وهذه الحال تزداد سوءاً مع تغاضي الجهات المعنية عن مجمل المخالفات المرتكبة من قبل أصحاب المحال الذين يستخدمون الأرصفة المواجهة لهم لعرض منتجاتهم إلى جانب أصحاب البسطات الملاصقة لبعضها البعض.
ويشير الحاج أبو محمود وهو من سكان حي سيف الدولة أنه يلاقي صعوبة كبيرة في التسوق من المكان المجاور لبيته، نظراً للازدحام الكبير وفوضى توزع البسطات وتموضع العربات الجوالة على الأرصفة وفي أجزاء من الشارع، مضيفاً بأن الحذر واجب خشية من التعثر والاصطدام، أو التعرض لحادث سيارة بالنظر إلى عجقة السير اليومية.
هاشم .م من سكان حي الأكرمية يقول حال وواقع الأحياء متشابه لجهة الفوضى وتردي واقع النظافة، وقد يكون حي الاكرمية أكثر فوضوية من غيره نتيجة التمادي غير المقبول من قبل أصحاب البسطات والمحال التجاري في استغلال كل شبر من الأرصفة والشوارع، بالإضافة إلى ما يخلفونه مع نهاية النهار من قمامة وقذارة تشوه منظر الحي وتنعش الحشرات والقوارض والتي تنتشر بكثرة في الأقبية وفي مداخل الأبنية وفي تجمعات القمامة غير المرحلة.
ويشير أبو سليم إلى أن المشكلة تتعدى قضية النظافة والفوضى، فمعظم أصحاب البسطات يتصرفون بشكل غير لائق مع المارة.
من جانبها السيدة أم نور طالبت مجلسي المحافظة والمدينة بزيارة هذه الأحياء والاطلاع على واقعها، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإعادة تنظيمها والاستماع إلى مشكلات وهموم المواطنين ومعالجتها، خاصة بما يتعلق بتردي الواقع الخدمي وارتفاع الأسعار والاستهتار بالأنظمة والقوانين، مشيرة إلى أن الوضع لم يعد يحتمل مع هذا الانتشار العشوائي للبسطات والباعة الجوالين وفوضى الأسواق .
هذه الصورة نقلناها إلى نائب رئيس مجلس المدينة بحلب المهندس أحمد رحماني الذي أبدى اهتماماً كبيراً بهذا الملف القديم الجديد، موضحاً أن مجلس المدينة يعمل على إعادة تنظيم هذه الأسواق بإيجاد ساحات وأماكن مناسبة / مؤقتة ودائمة / لأصحاب البسطات والباعة الجوالين، لإنهاء مشكلة الانتشار العشوائي في الشوارع الرئيسية والأحياء.
ومؤخراً تم معالجة الأمر في حي الأشرفية وتخصيص ساحة للبراكات والباعة المتنقلين، وذات الأمر عند منطقة جسر الرازي والفيض حيث تم تخصيص مكانين مؤقتين للتسوق، ونتابع جولاتنا اليومية على باقي الأحياء لإيجاد الحلول الملائمة وبما يحافظ على نظافة المدينة ويسهم في تنظيم هذه المواقع والنهوض بواقعها الخدمي.
وبما يتعلق بوسط المدينة – حي الجميلية – الأكثر ازدحاماً وفوضوية أكد المهندس رحماني أن مجلس المدينة سيعمل كل ما بوسعه لإنهاء ظاهرة انتشار البسطات والباعة الجوالين سواء في وسط المدينة أو في باقي المناطق والأحياء.