إقبال حاشد على معرض كتاب اتحاد الكتّاب في جامعة حلب
حلب- غالية خوجة
أعطني كتاباً واعياً أعطيك شعباً واعياً، وأعطني شعباً واعياً أعطيك وطناً واعياً، هذا ما نستنتجه من خلال الفعاليات الثقافية والفنية، خصوصاً، معارض الكتب الورقية المتحدية للزمن الافتراضي ووسائله التكنولوجية.
هذا ما أكده “معرض الكتاب العربي الشامل” الذي افتتحه اتحاد الكتّاب العرب- فرع حلب والمستمر لغاية 30 حزيران، بالتعاون مع مديرية الأنشطة الطلابية في جامعة حلب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية- قاعة المعارض، بمناسبة فوز القائد بشار الأسد بانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية.
تعطش الورود للمطر
شهد المعرض المؤلف من كتب صادرة عن اتحاد الكتّاب العرب، ومنذ يومه الأول، إقبالاً حاشداً من العقول الشبابية والطلابية وأساتذة الجامعة، وغصّت القاعة وخارجها وفسحة مبنى كلية الآداب بزخم قلّ نظيره، لتخبرنا بمدى التعطش الفكري للقراءة بمختلف حضوراتها الفكرية والفلسفية والنقدية والتأريخية والأدبية من شعر ورواية وقصة، إضافة إلى المطبوعات الدورية الصادرة عن الاتحاد مثل الأسبوع الأدبي، الفكر السياسي، الموقف الأدبي.
والملفت السعر الرمزي لأي كتاب (200) ليرة سورية، مع هدايا لمن يقتني كتباً بمبلغ (5000) ل.س، مما شجع على نفاد الكتب المعروضة في اليوم الأول، وتطلّب شحن المزيد من الكتب للمعرض الذي قال عنه د. ماهر كرمان رئيس جامعة حلب: مبادرة جميلة من اتحاد الكتّاب العرب، ليصل الكتاب بسهولة إلى الطلاب، وينشر المعرفة، ولاسيما أن هناك عناوين متنوعة تهمّ الجميع في زمن التطور التكنولوجي، وهذا يثبت انتشار قراءة الكتاب الورقي خصوصاً من قبل الجيل الجديد.
تشبيك العمل الثقافي
وصرح د. فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب لـ “البعث” أنه من الواضح أن اتحاد الكتّاب يولي الجامعات اهتماماً لافتاً ولاسيما كلية الآداب، لمجالها الواسع في إنتاج المعرفة وتلقيها معاً، وخلال شهرين، أقام الاتحاد معارض لقيت إقبالاً شديداً من الطلاب والأساتذة والمجتمع عامة، في جامعة دمشق والبعث وحماة وتشرين وطرطوس وحلب. وتابع: أمّا معرض حلب الحالي، فيشكّل تظاهرة نوعية تحتفل بها الجامعة، قيادة سياسية وإدارية وتعليمية، والطلاب بشوق إلى اقتناء الكتب خصوصاً طلاب الدراسات العليا لأمرين، أولهما تدخل في مجالات ثقافتهم العامة واختصاصاتهم الدقيقة، وثانيهما الأسعار التشجيعية جداً، لأكثر من 300 عنوان.
وأضاف د. أسليم: هذا المعرض سيُحدث مركزاً دائماً لنشر مطبوعاته في الجامعة، وهناك توجُّه لمشاركة وزارة الثقافة في هذا المجال توزيعاً وطباعة ونشراً، وثمة توجهات مهمة لتفعيل العمل الثقافي بين الاتحاد والبحث العلمي، ولقد نظمت التوجهات العامة لهذا الأمر بمذكرة تفاهم وقعت بين الاتحاد والوزارة.
نافذة كتب دائمة
وعن المعرض أخبرنا الكاتب المترجم محمد العبد الله رئيس فرع حلب لاتحاد الكتاب كيف يشكّل هذا المعرض خطوة إيجابية هدفها تشجيع القراءة وإعادة الكتاب إلى القراء الذين فاجؤونا بإقبالهم غير المتوقع، لأن كتبنا قاربت على النفاد في اليوم الأول، ولذلك وجّه د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب برفد المعرض بكميات أخرى من الكتب، فهذا المعرض التشاركي مع جامعة حلب يؤكد على نهج التآزر بين المؤسسات التعليمية والثقافية، وتطويره لتعزيز المرحلة البنائية القادمة، ونشكر ما قدّمته كلية الآداب ومديرية الأنشطة الطلابية وجامعة حلب من تسهيلات لإنجاح المعرض الذي لن يكون الأول والأخير، لأن الاتحاد سيفتتح نافذة دائمة لبيع الكتب في جامعة حلب، في كلية الآداب تحديداً، وستزوّد بمختلف كتب الاتحاد وإصداراته الحديثة، وقريباً، بمنشورات وزارة الثقافة أيضاً.
الجيل الجديد قارئ
بدوره، رأى د. عبد الرزاق الخشروم من كلية الآداب أن للمعرض أهمية مضيئة تضاف إلى الإيجابية الفاعلة في المشهد الثقافي والتعليمي والمعرفي. بينما أجابتنا المدرّسة الجامعية والإعلامية جود خطيب: واضحة حالة التعطّش للكتاب الورقي بين الطلاب، خصوصاً، في زمن النت والقراءة الإلكترونية بمختلف وسائطها السمعية والمقروءة والبصرية، إضافة إلى ما يشكّله المعرض من حالة تشجيعية على القراءة والدراسة.
وعبّر الكاتب محمد جمعة حمادة عن سعادته بهذا المعرض، قائلاً: يساهم في وضع إصدارات الاتحاد في متناول الطلاب، خصوصاً وأن الكتب هادفة وجادة وتهمّ الشأن العام في كافة المجالات.
التفاعل الثقافي الاجتماعي
يُذكر أن المعرض لاقى اهتماماً إعلامياً متفاعلاً وعقولاً تشبه الورود المنتظرة للمطر، وأرواحاً متفائلة بالمعرفة والعلم والتعليم والثقافة والفنون والمستقبل، وهذا يجعلنا نشعر بأن “الأمل بالعمل” منهجيتنا المنشودة المتألقة بين سماء وأرض الوطن، وشعب هذا الوطن الذي ينير بالقراءة المستحيل، متحدياً ومنتصراً على كافة الظلمات.