وداعاً أحمد العلي
إبراهيم داود
إعلامي وفنان تشكيلي
يرحل كل يوم عن دنيانا الكثير من الأصدقاء والخلان والأعزاء، يوارون الثرى، ويترك رحيلهم فراغاً حقيقياً وأثراً طيباً من الصعب نسيانه لما له من وقع على النفس وعلى إيقاعات الحياة المعتادة بشكل عام.
برحيل الصحفي أحمد العلي مبكراً بعد معاناة طويلة من مرض عضال، فقدنا صديقاً طيباً وودوداً ورجلاً مكافحاً وصحفياً مميزاً ولامعاً، بصماته ما زالت واضحة وجلية ونتاجه الإعلامي والصحفي حاضراً في الأذهان بيدر عطاء معرفي ومنهلاً ومنارة إشعاع ثقافي.
الإنسان والصديق أحمد العلي رحمه الله التقيت به أول مرة في دار البعث في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنت أعمل في الدار فجمعتنا صلة العمل وجيرة الدار والحنين إلى أزقة وشوارع وأحياء حلب الفقيرة التي يقطنها.
عندما عدت لحلب توطدت أواصر الصداقة بيننا وكان من بين المتحمسين لتحرير صفحة الفنون التشكيلية الأسبوعية وتم خصص زاوية له بعنوان “وجهة نظر” ليتابع المعارض الفنية المقامة بحلب فأحبه الفنانون التشكيليون لوجهة نظره الناقدة والموضوعية اتجاه الفن التشكيلي التي كانت تشكل إضافة وقيمة للمعرض، مؤكداً تلازم العلاقة بين الفن التشكيلي والإعلام، واستمرت العلاقة الطيبة التي لم يبق منها سوى الذكريات.
رحل الصحفي احمد العلي عن دنيانا.. توقف قلبه الكبير عن النبض، لكنه ما زال حاضراً بمآثره الطيبة في كافة ميادين عمله وحياته اليومية، ومن يعرف أحمد العلي عن قرب يدرك جيداً كم يحمل من الحب والود، فهو الذي تحدى الفقر وعمل في أحلك الظروف، فكان إعلامياً وأديباً وشاعراً مرهف الإحساس والمشاعر، وسورياً حقيقياً تحدى كل الظروف وأضاء خلال مسيرته الطويلة شعلة مليئة بالعطاء والبذل والتضحية.