أخبارصحيفة البعث

موسكو معلقة على إعلان “السبع الكبار”: الكرة في ملعبكم

علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على إعلان مجموعة “السبع الكبار” في ختام أعمال قمتها في بريطانيا، عن اهتمامها بإقامة علاقات “قابلة للتنبؤ” مع روسيا.

وكتبت زاخاروفا عبر قناتها في “تلغرام”: “لقد أعربت مجموعة السبع الكبار عن اهتمامها بإقامة علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا.. في الماضي كانوا يدعون أن على روسيا أن تصبح أكثر استقرارا وأكثر قابلية للتنبؤ. أما الآن فيتم تقديم هذه المهمة على أنها مجال للعلاقات المشتركة، وتتوقف بالتالي على تصرفات جميع الأطراف”. وتابعت: “حيث أن قابليتنا للتنبؤ أثبتتها السنوات والأعمال، فإن الكرة في ملعب مجموعة السبع التي لها مشكلة في هذا المجال”.

وفي وقت سابق من اليوم، نشرت وكالة “بلومبرغ” مقتطفات من مشروع البيان الختامي لقمة مجموعة “السبع الكبار” التي جرت في مقاطعة كورنوال البريطانية، وأعلنت المجموعة في البيان أنها ترى مصلحتها في إقامة “علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا”، مؤكدة عزمها مواصلة “التعاون مع موسكو في المجالات محط الاهتمام المشترك بمثل هذا العمل”.

بالتوازي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يأمل أن تتوّج قمته القادمة مع نظيره الأمريكي جو بايدن، في سويسرا، باستئناف وتطوير الحوار بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي حوار نشر التلفزيون الروسي الرسمي مقاطع منه اليوم، وردّاً على سؤال عن توقعاته من القمة القادمة، قال بوتين: إنه يتوقع “استئناف الاتصالات والعلاقات الشخصية وإطلاق حوار مباشر، وإنشاء آليات فعّالة للتعامل في الاتجاهات ذات الاهتمام المشترك”.

وأعرب الرئيس الروسي عن موافقته مع المسؤولين الأمريكيين بشأن وجود مثل هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك بين موسكو وواشنطن، موضحاً أنها تشمل الاستقرار الاستراتيجي، والنزاعات الإقليمية، ولاسيما في سوريا وليبيا، وحماية البيئة، وتابع: “في الواقع ثمة ملفات بإمكاننا التعاون فيها بشكل فعّال”.

ولفت بوتين إلى وجود مسائل ذات اهتمام مشترك بين البلدين في مجال الاقتصاد أيضاً، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات الأمريكية يسعى إلى ممارسة أنشطته في روسيا، لكن سلطات الولايات المتحدة تجبرها على الانسحاب من السوق الروسية.

وقال: “ثمة أمور لنناقشها، وهناك مواضيع مشتركة يمكن لنا بحثها، وإذا أنشأنا بعد هذا اللقاء آليات للتعامل في كل هذه الاتجاهات، فإن ذلك سيكون، حسب رأيي، أمراً إيجابياً، ويمكن القول في هذه الحالة إن اللقاء لم يكن عبثاً”.

وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن تتمكّن موسكو وواشنطن بعد القمة من مناقشة المسائل المتعلقة بالأمن الدولي وخاصة الحدّ من انتشار الأسلحة.

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تنشر منظومات للدفاع الجوي في بولندا ورومانيا، على مقربة من حدود روسيا، لافتاً إلى أن روسيا بدورها سحبت قاعدتها العسكرية من كوبا. وقال: “لا نفعل مثل هذه الأمور، لكن شركاءنا يفعلونها تحديداً للأسف”.

وتابع: “بودي التكرار مرة أخرى أنني آمل جداً أن يتيح هذا اللقاء الشخصي تهيئة الظروف على الأقل لمناقشة قضايا من هذا النوع”.

وأشار بوتين إلى أن تخفيف واشنطن نبرتها إزاء موسكو في الآونة الأخيرة يمثل أسلوباً عادياً قبيل اجتماع على أرفع مستوى ولا ينبغي التعويل عليه، مشدّداً على أن الاتهامات الأمريكية المتعددة بحق روسيا باطلة تماماً وأن موسكو تتوخى ضبط النفس في المسائل الأمنية ولم تتخذ أي خطوة من شأنها الإضرار بالعلاقات بين البلدين.

وفي سياق متصل، أعرب بوتين عن استعداد موسكو لتسليم مرتكبي الجرائم السيبرانية المطلوبين لدى الولايات المتحدة، لكن على أساس متبادل حصراً.

وأوضح بوتين أن موسكو مستعدة لتسليم مرتكبي الجرائم السيبرانية إلى واشنطن في حال إبرام الطرفين اتفاقية رسمية تنصّ على التزاماتهما المتبادلة في هذا الصدد.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن هذه الالتزامات في الأغلبية الساحقة من الاتفاقيات المماثلة متساوية، مضيفاً: “إذا اتفقنا على تسليم المجرمين فإن روسيا بطبيعة الحال ستفعل ذلك، لكن فقط إذا وافق الجانب الآخر، وفي هذه الحالة الولايات المتحدة، على الشروط نفسها، وستسلّم المجرمين المطلوبين إلى روسيا”.

وشدّد بوتين على أن مسألة الأمن السيبراني تعدّ من أهم القضايا اليوم، لأن هجمات سيبرانية قد تؤدّي إلى إطفاء منظومات بأكملها، ما يجلب عواقب وخيمة للغاية.

وجرت هذه المقابلة مع الرئيس بوتين قبل القمة التي سيعقدها في جنيف في 16 حزيران الجاري مع نظيره الأمريكي جو بايدن.

وفي تطوّر لافت اليوم، صرّح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن لندن تريد تحسين العلاقات مع موسكو، مضيفاً في الوقت ذاته إنها ستردّ على “الأعمال الخبيثة”.

وقال راب في حديثه لقناة “سكاي نيوز” التلفزيونية: “يجب أن نتكيّف مع التهديدات الجديدة التي نواجهها. وسنعمل ذلك بأن نوضح لروسيا والدول المعادية الأخرى، أننا سنعاقبها وسنجبرها على دفع الثمن مقابل السلوك الخبيث. وبغض النظر عن ذلك نريد بصورة مشتركة أن نحسّن العلاقات، لأن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحاً دائماً أمام الاستعداد لإظهار سلوك أفضل” على حد قوله.

وأضاف الوزير البريطاني: إنه لا يمكنه الموافقة على تصريح وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، حول احتمال نشوب حرب باردة جديدة بين الأنظمة الليبرالية الديمقراطية والاستبدادية في المستقبل القريب.

وقال موضحاً: “لا تعجبني هذه المقارنة، إذ إنها تعيدنا إلى عهد العالم ذي القطبين، عندما كان الاتحاد السوفييتي من جانب واحد والولايات المتحدة وجميع حلفائها من جانب آخر. فهناك العديد من الأقطاب حالياً”.