“مافي شبكة”؟!
الدخول اليوم إلى أي وزارة أو مؤسسة خدمية لها علاقة بالاتصالات والسؤال عن أي قضية أو موضوع هو مغامرة محفوفة بالمفاجآت فخيبات الأمل فيها كثيرة وتبدأ بعبارة الاستقبال “ما في شبكة” والتي تحيل أي خدمة إلى مسار التأجيل والسعي لأيام من أجل تحقيقها، هذا عدا عن المعاملة غير اللائقة من الموظفين، والتي لا تخلو من الاستفزاز والابتزاز والاستهزاء بالمراجعين الذين يخضعون للتهكم “روح جيب الشبكة وتعال”.
وطبعاً هذه الإجابة الحاضرة في كل المواقع تكشف عن إخفاق واضح صريح في تثبيت الإستراتيجية المتعلقة بالحكومة الالكترونية، خاصة مع طرح الكثير من الأفكار الدائرة في فلك العمل المؤسساتي الشبكي والسير بخطوات نحو مشاريع الدفع الالكتروني، وغيرها التي لا تزال تبحث عن مقومات نجاحها بحضور أداء متواضع وغير مواكب للتطلعات والقرارات التي تهيئ لمرحلة عمل جديدة عنوانها العريض الارتقاء بالخدمات بكل أنواعها وتحسين الأداء الوظيفي وبشكل تمسح معه الأنماط التقليدية للعمل المؤسساتي.
باختصار، اليوم ضعف الخدمات الالكترونية الشبكية وغياب “النت” بشكل يعطل ويعرقل العمل يحمل وزارة الاتصالات وكل المؤسسات المعنية مسؤولية كبيرة، خاصة مع براءة “القرش” الذي تدور حوله الشبهات دائماً من تهمة ابتلاع كوابل النت البحرية والتسبب بأعطال في الشبكة وإحداث خلل في العمل المؤسساتي الذي لا يلبي الطموح كما يبدو من خلال بطء تجاوبه مع أي حدث ولو كان ذلك على مستوى إجابات بسيطة عن الواقع الخدمي الذي لا ينال رضى الناس.
وهنا لابد من السؤال.. إلى متى ستبقى الشبكة معلقة على أوتاد الغياب والتقاعس؟ وهل استمرار هذا الواقع يخدم العمل المؤسساتي والمواطن.؟ وهل صرف عشرات المليارات تحت بنود التأهيل والتطوير ودون أي عائدية يصب في المصلحة العامة؟
لاشك أن التقدير للجهود الوطنية التي تبذل في مسارات تحسين الأداء حاضرة دائماً، إلا أن واقع الحال يفرض التساؤل حول ماهية الذهنية التي تستوطن في هذه الوزارة وتقوقعها على نفسها بطريقة سلبية وبشكل يطرح إشارات استفهام عديدة حول واقع العمل فيها ومدى قدرتها على التطوير وتحسين خدماتها ومواكبة المشروع الوطني للإصلاح الإداري…فهل من مجيب.؟!
بشير فرزان