جلود الأسماك موضة المستقبل
تقول مصصمة الأزياء إليسا بالومينو بيريز إنها كانت تظن في طفولتها أنها حورية بحر، فقد مارست آنذاك السباحة المتزامنة، وكانت مفتونة جداً بالأسماك، ونما حبها لحراشف السمك اللمّاعة والمحيطات المهيبة لحد تحدي صناعة الأزياء اليوم باستخدام جلود الأسماك مادة لها.
ليست الأزياء الفاخرة غريبة على هذه الفنانة التي عملت مع مصممي أزياء أمثال كريستيان ديور وجون غاليانو وموسكينو في حياتها المهنية التي استمرت 30 عاماً، وكان لديها ماركتها الخاصة، إذ صنعت أزياء مليئة بالألوان والتطريزات مستوحاة من الثقافة الآسيوية. وعندما ترأست أحد استوديوهات غاليانو في عام 2002، رأت جلود الأسماك للمرة الأولى، وهي مادة تُصنع بشد جلود أسماك التونة، والقد، والشبوط، والسلور، والسلمون، والحفش، والبلطي وتجفيفها ودباغها.
تقول بالومينو بيريز: إن جلود الأسماك “مادة مدهشة، وهي نوع غامض لا يعرفه كثيرون، ولها ملمس رائع… اشتريت حقيبة من عام 2002، حقيبةٌ أكسبها تقادم العهد مظهراً جميلاً”.
ولاستخدام جلود الأسماك في صناعة الملابس تاريخ طويل وغامض، فقد استخدمها قديماً سكان السواحل والأنهار من ألاسكا إلى الدول الاسكندنافية إلى آسيا، وكانت تعد جلوداً يستخدمها الفقراء في ملابسهم، لكنها تشهد عودة قوية بعد ارتفاع نسبة شعبيتها في عالم الموضة.
واعتاد شعب الأينو في اليابان استخدام جلد السلمون في صناعة الأحذية، على غرار شعوب الإنويت والألوتيك والأثاباسكان في ألاسكا، الذين استخدموه أيضاً في صنع القفازات والمعاطف والملابس.
ومنذ عام 2020 درست بالومينو بيريز السلال والأحذية والقفازات المصنوعة من جلود الأسماك من مجتمعات مثل شعب الإنويت في ألاسكا وشعب يوبيك على نهر كوسكوكويم في جنوب غرب ألاسكا وشعب ألوتيك في جزيرة كودياك، وألهمتها هذه التحف ومحادثاتها مع شيوخ السكان الأصليين في ألاسكا لصنع حقائب جلدية وأحذية رياضية.
وفي حين أن ماركات مثل برادا وكريشيان ديور ولويس فويتن وبوما استخدمت جلود الأسماك في الملابس والإكسسوارات من قبل، يبدي المصممون الشباب والشركات الناشئة اهتماماً بها الآن، وتتطلع بالومينو بيريز إلى تطبيع هذه الممارسة، وتتوقع بالومينو بيريز أن يصبح جلد الأسماك موضة في المستقبل.