بايدن يختبر الأوروبيين
تقرير إخباري
يسعى جو بايدن في رحلته الأولى كرئيس للولايات المتحدة إلى أوروبا للحصول على دعم الحلفاء المقربين لإستراتيجيته المناهضة للصين، لكنه على الأرجح سيواجه اختباراً للواقع في أوروبا، لأن القادة الأوروبيين مازالوا يعانون من الصدمة بسبب السنوات الأربع لرئاسة دونالد ترامب، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا العالمية أو العلاقات عبر الأطلسي.
إن العديد من الأوروبيين يتوقعون احتمال عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2024 أو حدوث انقلاب جمهوري في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 وذلك قد يصبّ الماء البارد على خطط بايدن الطموحة.
وبايدن الذي أكد أن هدف زيارته لأوروبا هو حشد ما يُسمّى “ديمقراطيات” العالم، اعترف أكثر من مرة بالحالة المؤسفة المتزايدة للديمقراطية الأمريكية، وهو يعلم جيداً أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمّة أو قادرة على الاستثمار في بناء الطرق والجسور وشبكات الكهرباء في العالم النامي، إضافة إلى أن قومية اللقاح، التي مارستها الإدارة الأمريكية خلال الأشهر القليلة الماضية، لاقت انتقادات واسعة من منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية. ورغم ذلك يواصل بايدن استخدام العبارة المبتذلة القائلة بأن اقتصادات السوق وليس الصين أو أي شخص آخر يجب أن تكتب قواعد القرن الحادي والعشرين بشأن التجارة والتكنولوجيا، لكن العالم والمنظمات الدولية لا تعمل وفقاً لأهوائه، فالصين تمثل خمس البشرية وثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة تجارية وهي قريبة جداً من أن تصبح قوة تكنولوجية.
لذلك يعكس الاستقلال الاستراتيجي الذي تنتهجه القيادة الجديدة للاتحاد الأوروبي الشعور العام بأنه لا ينبغي أن يعتمد الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة، أو تجبرهم على الاختيار بين واشنطن وبكين!.
عائدة أسعد