“رونالد ريغان” إلى بحر الصين الجنوبي
تقرير إخباري
لاستعراض العضلات، وإثارة التوترات بين دول المنطقة، أعلنت البحرية الأمريكية أن مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “رونالد ريغان” دخلت بحر الصين الجنوبي، مشيرةً إلى أن “المجموعة القتالية تجري خلال وجودها في بحر الصين الجنوبي عمليات أمنية بحرية، تشمل طلعات بطائرات ذات أجنحة ثابتة وأخرى دوّارة، وتدريبات هجومية بحرية، وتدريبات تكتيكية منسقة بين وحدات السطح والجو”، رغم أن الصين أعربت مراراً عن معارضتها الشديدة لإرسال الولايات المتحدة المتكرر سفناً حربية وطائرات عسكرية إلى تلك المنطقة، مؤكدة أن “هذه الأنشطة استفزازية وتزيد من حدّة التوتر في المنطقة”.
يُشار إلى أن توتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والتي ينظر إليها كثيرون على أنها الديناميكية التي تحدّد مواقع القوة العالمية في القرن الحادي والعشرين، تصاعد مؤخراً بسبب محاولات الولايات المتحدة الإبقاء على هيمنتها، وكبح جماح المارد الصيني وثورته الاقتصادية في العالم، والخلافات لا تنتهي عند بحر الصين الجنوبي بل تتعدّى ذلك إلى محاولات واشنطن اتهام الصين بتحمّل المسؤولية عن تفشي وباء كورونا، إلى شنها حرباً تجارية وإقدام إدارة ترامب على رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، والتدخل الأمريكي في شؤون الصين الداخلية، وفي ملف هونغ كونغ تحديداً.
فقد أطلق ترامب حربه التجارية على الصين في أوائل عام 2018 في محاولة لإنهاء ما اعتبره صفقات تعرّض بلاده “للسرقة” من جانب الصين، كما صعَّد حرب الرسوم الجمركية التي انتهت بفرض رسوم بقيمة مئات المليارات من الدولارات على السلع المستوردة بينهما، ثم كانت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة “هواوي” هدفاً لحملة أميركية متصاعدة لعزلها دولياً، إذ اتهمتها واشنطن بسرقة أسرار تجارية أميركية، لكن الشركة رفضت بشدة هذه الاتهامات. وفيما يخصّ قضية إقليم هونغ كونغ، ألغت وزارة الخارجية الأميركية الوضع التجاري الخاص الذي كانت تتمتّع به هونغ كونغ كمركز مالي عالمي، زاعمة أن المدينة لم تعد مستقلة بما فيه الكفاية عن الصين، وحرضت سكان الإقليم على التظاهر ونشر الفوضى فيه!.
الخلافُ الآخر بين البلدين يرجع إلى تايوان، التي تعتبر وفق القوانين الدولية جزءاً من أراضي الصين. لكن واشنطن تتجاهل ذلك وتعمل على تزويد الجزيرة، دون أن تعترف بها دبلوماسياً، بالأسلحة، متجاهلة أن “حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الوحيدة الشرعية الممثلة للصين، وهذه حقيقة يعترف بها المجتمع الدولي، وهي الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية”.
هيفاء علي