أمريكيون عن المؤتمر الصحفي في جنيف: بوتين قائد يعي ما يقول
انتهت المحادثات بين بوتين وجو بايدن في جنيف. استمر الاجتماع أكثر من ثلاث ساعات. وفي هذا الوقت، تحدّث رئيسا الدولتين وجهاً لوجه عملياً لمدة ساعتين تقريباً.
بعد المحادثات، كان الرئيس الروسي أول من خرج إلى الصحفيين، وتحدّث عن تفاصيل الاجتماع. وقد تابع أمريكيون عن كثب تواصل فلاديمير بوتين مع الصحافة.
وكانت الانطباعات الأولى، تتمثّل في أنه على الرغم من أن إدارة بايدن قد تخلت سابقاً عن مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين حتى لا يبدو صاحب البيت الأبيض ضعيفاً على خلفية حضور الزعيم الروسي المهيمن، إلا أنه لا يزال من الصعب تجنب المقارنات. ومعظم المعلقين بهذا الشأن، لم يؤيد بايدن.
وكتب أحدهم يقول: “دعونا نقارن نوعية وعدد الأسئلة التي أجاب عنها بوتين بمهارة ونوعية وكمية إجابات بايدن. طبعاً هذا إذا استيقظ بايدن من النوم ليتحدّث باسم الشعب الأمريكي”.
وعلّق آخر مشيراً إلى أنه “من المثير للاهتمام أن نراقب مجدداً قائداً عالمياً، يقول أشياء حقيقية ويعي ما يقول. سيخرج جو، يتعثر ويتعثر، وسينظر الجميع إلى بعضهم، في محاولة لفهم ما يقول”.
وعبر ثالث عن انطباعاته بأسلوب ساخر قائلاً: “بايدن سيخرج بعد هذا الاجتماع مضروباً، وستسرع جيل (زوجة بايدن) راكضة وتمسك بيده وتوبخ بوتين لأنه شرير”.
وعلق رابع بقوله: “إجابة بايدن في ختام هذا الاجتماع كُتبت قبل وقت طويل من انعقاده. هو لا يستطيع الحديث بنفسه لأكثر من بضع دقائق، وإذا حدث ذلك فسيضيع. إذا لم يقرأ من نص مكتوب أمامه أو وفق سيناريو، فإن أحدهم يملي عليه الإجابة في أذنه. الأميركي خجل من رؤية ذلك”.
ولفت أحد القراء الأمريكيين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعط فرصة للصحفيين الأمريكيين كي يصيغوا أسئلتهم بحيث يتمكنوا من الحصول على الإجابة المرجوة، مشيرا إلى أنه “يدرك ألاعيب وسائل الإعلام الأمريكية أفضل منها هي ذاتها”.
ورأى أحد المعلقين في هذا السياق أن ” بوتين يتحدّث أولاً بينما ينتظر بايدن دوره.. هو يوضح لنا، أين مكاننا اليوم في العالم”.
وذهب آخر إلى القول أن بوتين “يبدو أنه كان الأكبر في تلك الحجرة. بايدن تفاوض من موقف ضعيف. وظل بوتين خلال المؤتمر الصحفي يحاول تقديم بايدن في صورة جيدة”.
وفي روسيا، قال الموظف السابق في الإدارة الرئيسية لمكافحة الجريمة بالمكتب المركزي الروسي للتحقيق، أرتيوم بافلوف: في البداية، كان بايدن في وضع انغلاق، فقد وقف وغطى بيديه أهم ما لديه. وكان يمكن ملاحظة أنه متوتر، فيما قالت عالمة الفراسة ايرينا كورشاكوفا: بدا بوتين أكثر ثقة. لنأخذ اللحظة التي مد فيها بايدن يده لمصافحته. تظاهر رئيسنا في البداية بأنه لم يره، ومن الواضح أنه أعطى الوقت لنفسه، وبعد ذلك – وفقاً لشروطه الخاصة – مد يده.
ولاحظ بافلوف أن بايدن، عندما جلس الرئيسان في مكتبة الفيلا، حيث سيجري الجزء المغلق من المفاوضات، قاطع ساقيه، خلاف بوتين الذي أراحهما. ولاحظ أن بايدن كان يعبث بقطعة من الورق أثناء التقاطه صورة في مكتبة الفيلا، فقال: بايدن، تنقصه الثقة. فقصاصة من الورق تشكل سنداً له. لو كان هناك أشخاص قريبون منه، للجأ إليهم بالتأكيد. يحتاج بايدن إلى حاشية ليكون قوياً.
بينما، بحسب كورشاكوفا لا يحتاج بوتين إلى أشخاص إضافيين لهذا الغرض.
تفصيل آخر مثير للفضول: بايدن يجلس على يمين بوتين. بلغة البروتوكول الدبلوماسي، هذا يعني أن صاحب البيت هو رئيس روسيا. يكون الرئيس دائماً على يسار الضيف.