معرض الربيع 2021 للفنانين الشباب
افتُتح في خان أسعد باشا معرض الربيع للفنانين التشكيليين الشباب بنسخته الجديدة لهذا العام، هذا المعرض الذي يعدّ “مهرجان اللوحة التشكيلية” التي ينتجها الشباب باتجاهاتهم الفنية في الحفر والتصوير الزيتي والنحت، ويأتي حصيلة عام من التعب والمتابعة والمثابرة التي يبذلها الفنان الشاب وصولاً إلى هذا المستوى من العروض التشكيلية الكبيرة المخصّصة لهذه الفئة من الفنانين السوريين الذين ننتظر منهم الجديد المواكب والرافد الحقيقي للحركة التشكيلية والثقافية في سورية التي لم تتوقف عن النمو والعطاء خلال السنوات المنصرمة، مؤكدة وجودها وقيمتها المميّزة في التشكيل العربي.
أكثر من 200 عمل ولوحة موزعة في فناء خان أسعد باشا التاريخي الذي اتّسع لعدد كبير من الفنانين ومتابعي الفن التشكيلي ومحبيه، كما احتلّ التصوير الزيتي المساحة الأكبر وبنسبة 60 بالمائة من مساحة المعرض الكلي بغلبة واضحة للتجارب التعبيرية والتجريدية على حساب الرسم الواقعي الذي يعتبر الممر الأساسي للتجارب اللاحقة في التصوير، وقد يُردّ ذلك إلى طفرة الفنون المعاصرة والعوالم التجريبية التغريبية وتأثير ثقافة الميديا وقنوات التواصل بما تحمله من نافر وجديد يفعل فعله في الأساتذة من الفنانين قبل الشباب الذين يتلمسون شخصية معلميهم من الفنانين، سواء أكانوا في الجامعة أو عبر ورشات العمل وما تنتجه المحترفات وتبثه قنوات التأثير في مزاج متلقي الصورة واللوحة الجديدة تحت مسمياتها الحداثوية.
جوائز لكل اتجاه خصّصتها مديرية الفنون الجميلة القائمة على تنظيم المعرض بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، وبرأي لجنة تحكيم مؤلفة من بعض الفنانين من الأساتذة الجامعيين في كلية الفنون الجميلة، إضافة إلى ناقد وإعلامي: د. إحسان العر عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، د. عهد رجوب، طلال العبدالله، الناقد غازي عانا، والناقد والإعلامي سعد القاسم إضافة لمدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت، هذه اللجنة التي قامت باختيار الأعمال الصالحة للعرض والاقتناء، هي ذاتها التي فرزت جوائز هذا المعرض، وجاءت موزعة على كل الاتجاهات بقسط من العدالة في التصوير الزيتي وكانت من نصيب مهند السريع، بير حاماتي، بيان الشامي، وفي الحفر “الغرافيك” يانا السعد، تسنيم شيخموس، إسراء زئبق، خالدية الشرو، وفي النحت ربيع خليل، نجود الشمري، حنان الحاج، وهناك أعمال جديرة بالإشارة لما تتضمنه من قيمة فنية من حيث المعالجة التقنية للموضوع، ونذكر منها في ساحة فن الحفر الذي تنوعت تقاناته كالحفر على اللينيليوم والمعدن وتقنية الشاشة الحريرية، ومن هذه التجارب التي تستحق: حنان نصر، دينا الرواس، مرح قنزوع، علياء النحوي، باسمة محمد، زينب علي، أندرا الأحمر، وعلى مستوى التصوير: لوحة لمحمد زيدان، سارة أوضة باشي وأحمد الفاضل، وفي النحت تميّزت أعمال كلّ من: سيماف حسين، سامي عبيد، يارا زاقوت، والفنانة الشابة شهد الرز التي قدّمت طرحاً مختلطاً يجمع فن النحت والروليف والكولاج لتصل إلى تعبيرية حاشدة بالتراجيديا تمثل موضوع الطوفان.
أكسم طلاع